كتبت: دعاء سيد
الصلاةُ صلةٌ بين الإنسانِ وربه، فهي ليست مجرد فرض شرعي يتوجب على المسلمِ أداؤه؛ بل هي تجسيد للعبوديةِ والتقرب إلى اللِّه- تعالى-، فالصلاة عبارة عن تواصل دائم مع اللِّه-عز وجل-، حيثُ يستقبل المسلم في كلِّ صلاة الرحمة والهداية، فهي فرصةً لتجديدِ العهدِ مع اللِّه-تعالى- وتقوية الروح الإيمانية.
يتركز معنى الصلاة في الخضوعِ والانقيادِ للِّه-عز وجل-، حيثُ يعبِّر المصلي عن خضوعهِ التام أمام اللِّه-سبحانه- واعترافه بعظمتهِ ورحمتهِ، وتُشكل الصلاة ركيزةً أساسية في حياةِ المسلم، فهي تُعزز الروح الإيمانية وتقوي العلاقة الفردية باللِّه-عز وجل-، إضافةً إلى أنها تُنظم حياة الفرد وتوجه أفعاله نحو الخير والعدالة.
وللصلاةِ فضل عظيم حيثُ يحث القرآن الكريم على الصلاةِ فيقول اللُّه -تعالى-: «حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلاةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ فَإِنْ خِفْتُمْ فَرِجَالاً أَوْ رُكْبَانًا فَإِذَا أَمِنتُمْ فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَمَا عَلَّمَكُمْ مَا لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ»
(البقرة:238، 239)، هذه الآية الكريمة تُبرز أهمية الصلاة كركيزةٍ للتقربِ إلى اللِّه.
وعن أبي هريرة -رضى اللُّه عنه- قال: قال رسول اللّٰه(ﷺ): «من أقام الصلاة وأعطى زكاة ماله وأصلح بينه وبين اللِّه دخل الجنة». (رواه الترمذي)
فالصلاة ليست مجرد عبادة؛ بل هي وسيلة لربطِ الإنسان بخالقهِ والتواصل الدائم معه، وتجمع الصلاة بين الخشوعِ والتضرعِ، وتمنح الإنسان شعورًا بالسكينةِ والاستقرار؛ إنها صلة تعبير عن الخوضِ في عمقِ الإيمان والبحث عن القوةِ والهداية من اللِّه-سبحانه وتعالى-.
ختامًا، الصلاة ليست مجرد فريضة يؤديها المسلم؛ بل هي رحلة روحية تمتد إلى اللِّه، فتعزز القوة الروحية وتهدي النفس إلى درب الخير والتقوى.