الصديق الحق

بقلم الدكتور: محمد حسين

أستاذ الشريعة و القانون جامعة الأزهر

استبقاك من عاتبك وزهد فيك من استهان بسيئاتك فالعتاب للصديق كالسبك للسبيكة فإما أن تصفو وإما تطير فالصديق الحق الذي يريد بقاء صحبتك هو الذي يعاتبك على الخطأ إذا وقع منك أما من يراك مسيئا فلا ينهاك فقد زهد فيك والصديق الذي لا يأمنك على سره أخون من الصديق ألذا أفشى سرك وأصل الصداقة أن لا تقترب ممن لا يريدك ولا تبتعد عمن يحبك فقربك ممن لا يريدك ثمرته الذل والخيبة وبعدك عمن يحبك باب من أبواب الظلم والصديق الخالص المودة يكون معك في كل أحوالك في الشدة والرخاء والسعة والضيق والغضب والرضى أما حد الصداقة هو أن يكون ما يسؤك يسوءه هو الآخر وما يسرك يسره فمن نزل عن الشرط فليس صديقا. فقد يعيش المرء ولا يدري أنه عاش صديقا لمن ليس صديقه.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *