كتبت: دعاء سيد
السجود هو اللحظة التيّ ينحني فيها العبد خضوعًا وخشوعًا لرب العالمين، ويضع جبهته على الأرض معلنًا التذلل الكامل أمام خالق الكون، في هذه اللحظة الفريدة يتجرد الإنسان من كبريائه ويضع كلّ همومه بين يدي اللّٰه -عز وجل-، ويدرك عظمة الخالق وقدرته على حل جميع المشكلات.
حثَّ اللُّه -سبحانه وتعالى- عباده على السجود في العديد من آيات القرآن الكريم، وجعل السجود علامة الإيمان والخضوع للِّه -تعالى-، قال اللُّه -تعالى-:{وَمِنْ آيَاتِهِ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ ۚ لَا تَسْجُدُوا لِلشَّمْسِ وَلَا لِلْقَمَرِ وَاسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَهُنَّ إِن كُنتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ} (فصلت: 37)، هذه الآية تبرز أهمية السجود كوسيلة للتوحيد الخالص والاعتراف بربوبية اللِّه وحده.
كما أشار القرآن الكريم إلى عظمة السجود بقوله -تعالى-:{كَلَّا لَا تُطِعْهُ وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ} (العلق: 19)، فالسجود هو أعظم درجات القرب من اللِّه -سبحانه وتعالى-، حيث يجد العبد في سجوده السكينة والطمأنينة، وفي السنة النبوية الشريفة أوضح النبيُّ (ﷺ) أنّ السجود هو لحظة تقرُّب وتواصل مباشر مع اللِّه -سبحانه وتعالى-، ويقول النبيُّ (ﷺ):”أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد، فأكثروا الدعاء” (رواه مسلم)،
هذا الحديث يوضح أنّ السجود ليس فقط عبادة؛ بل أيضًا فرصة لاستجابة الدعاء حيث يكون الإنسان في أصدق حالاته وهو يعترف بضعفه وحاجته إلى اللِّه -عز وجل-.
السجود هو الملاذ الآمن الذي يهرب إليه المسلم من همومه وأعبائه، فعندما يسجد العبد يضع كلّ ثقله بين يدي اللّٰه، ويدرك أنّ الأمور كلها بيد خالقها، قال اللُّه -تعالى-:{وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ ۚ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ} (البقرة: 45)، فالصلاة وبخاصة السجود هي الوسيلة التيّ تعيد الإنسان إلى طمأنينته.
كما أنّ السجود هو أعظم صور التواضع والخشوع للِّه، فالإنسان في هذه الوضعية يدرك أنّه فقير إلى رحمة ربه، وأنّه لا شيء دون اللّٰه -سبحانه وتعالى-، السجود سبب لرفع الدرجات وحط الذنوب، يقول النبيُّ (ﷺ):”ما من عبد يسجد لله سجدة إلا رفعه الله بها درجة، وحط عنه بها خطيئة” (رواه مسلم).
السجود هو أعظم مواضع القرب من اللِّه -عز وجل-، وفيه يجد المسلم الراحة والسكينة والتجرد من هموم الدنيا، فكلما شعرت بثقل الحياة وهمومها، الجأ إلى اللِّه في سجدة واطرح أمامه همومك فهو الأعلم بك وبما يصلح حالك، قال اللُّه -تعالى-:{أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ} (الرعد: 28).