الدكتور الشربينى.. ٱين ذهبت ٱخلاق المصريين…؟

كتب سعيد سعده 

تحدث الاستاذ الدكتور السيد الشربينى استاذ تاريخ الفنون والحضارات العالمية والفن والتصميم ومدارسه العالمية… لقد أصبحنا فى زمن ما ٱلفظته الإنسانية ولابد أن يكون لدينا الشجاعة أن نعترف بأن أخلاق المصريين تغيرت لم يعد تحكمها أخلاقيات وثوابت لا وجود لها الآن…

ليست هذه هى مصر التى تشهد كل هذا الانفلات والفوضى التى أصبحت ظواهر تهدد امن هذا الوطن واستقراره …

وحين نطالع ونقرأ ما يجرى فى المجتمع نتعجب من سحابات الدم التى أغرقت الشاشات وأوراق الصحف حكايات كثيرة تؤكد ان الخلل الذى أصاب منظومة الأخلاق فى حياة المصريين تحول إلى شبح يطارد الجميع …

هذا المستنقع الذى طفح علينا جميعا… من أين جاء ؟!؟ .. وكيف تسربت هذه الوجوه من تجار الآثار والمخدرات والاعضاء البشرية ونهب الأراضي والجمعيات والعمولات والنصابين وغيرهم …؟؟؟ الى صدارة المشهد !!! … لتفسد علينا تاريخا طويلا من النبل والترفع والأخلاق …

واضاف الاستاذ الدكتور السيد الشربينى.. إن هذه النماذج الساقطة فى السلوك والأخلاق أصبحت تهدد رصيدا حضاريا وإنسانيا عاش عليه المصريون حياتهم وكانوا صورة للتلاحم والتواصل والرحمة … ومكان هولاء الطبيعى ان يتم عزلهم فى مصحات نفسيه … لان جرائمهم وسلوكهم وأخلاقهم وفضائحهم تسئ للشعب بكل مؤسساته وافراده…

وأشار الدكتور السيد الشربينى بأن هناك تناقضات كثيرة فى حياة المصريين الآن منها ظواهر دينية مظهرية شكلية تنتشر فى حين تتعارض السلوكيات تماما مع هذه المظاهر الكاذبة … وقد يكون السؤال هنا …؟!؟… ما هى أسباب هذه الظواهر المرضية التى تتعارض تماما مع ثوابت أخلاقية وسلوكية وإنسانية عاش عليها المصريون وكانت نموذجا للترفع والفضيلة…

لا يمكن لنا أن ننزع قضية الفقر من منظومة فساد الأخلاق، حين يدخل الفقر من الباب تهرب كل أركان الفضيلة أمام احتياجات البطون، وفى ظل هذه الأرقام القياسية تنتشر الجريمة ويصبح البحث عن الضمائر والأخلاق شيئا مستحيلا …

ويتصور الإنسان انه لكى يصل إلى أحلامه لابد أن يمشى على جثث الآخرين ويغيب التواصل وتختفى الرحمة وتسقط منظومة العدالة .. فى حشود الزحام وتغيب الفضيلة والجميع يبحث عن طوق للنجاة…

ونوه الاستاذ الدكتور السيد الشربينى إن الحديث عن الخلل فى منظومة الأخلاق بين المصريين فى تاريخه الحديث نكتشف من خلال ما ينشر في الصحف للرقم الحقيقى لتجارة الدمار الشامل للمخدرات فى مصر وهى تلتهم ملايين الشباب … رغم كل الجهود التى تقوم بها الدولة … وحين تجتمع الأمية .. ويطل الفقر.. وتذهب المخدرات بالعقول لا يبقى شىء اسمه العقل وتكون الكوارث…

حين تغيب العدالة فى كل صورها يحاول الإنسان أن يأخذ حقه بيده، ولا شك أن العدالة البطيئة تقف وراء الكثير من الجرائم وتصل بالإنسان إلى حالة من غياب الثقة بل إنها أحيانا تجعل منه إنسانا رافضا كارها لكل ما حوله…

واضاف الدكتور الشربينى.. لا شك أن المجتمع المصرى يعيش أزمة خانقة ما بين أحلامه والواقع الذى يعيش فيه حيث لا حلم ولا عمل ولا قضية وهذه بلا شك مسئولية الدولة أن تفتح الأبواب أمام أجيال جديدة تنتظر فرصتها فى الحياة حيث غابت منظومة التكافؤ فى الفرص واختل الهرم الاجتماعى ولم تعد الكفاءة مقياس الوصول والتفوق بل هناك معايير أخرى لا تحفظ كرامة الإنسان وحقه فى الحياة…

وأكد الدكتور الشربينى بأنه لا يتصور ان تغيب الدولة تماما عن كل ما يجرى لأن جزءا من مسئوليتها بكل مؤسساتها ان تحمى مواطنيها من العواصف الترابية التى تهز اركان المنظومة الأخلاقية والسلوكية…

ويواصل حديثه بأن حين نشاهد هذا الكم من الانفلات الأخلاقي تصورنا أن البرلمان وجدرانه تصرخ وتتساءل بالحوار الخلاق واصدار التشريعات التى تقضى على هذه الصور القبيحة التى افسدت حياة المصريين.. وأن أزمة الأخلاق فى مصر لها أسبابها وكلنا يعلم هذه الأسباب ولكننا ننظر للمريض من بعيد ولا يحاول احد إنقاذه …

ويرى الاستاذ الدكتور السيد الشربينى.. الحل فى أن نلجأ لروح العلم وسط هذا الضجيج لأنه الطريق الأسلم لبناء مجتمع جديد … إن الخلل الذى أصاب المنظومة الأخلاقية فى مصر يتطلب وقفة جادة من مؤسسات الدولة بكل مستوياتها للقضاء على كل هذه التشوهات التى أصابت الشخصية المصرية فى أغلى وأجمل ما تملك وهى منظومة الأخلاق …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *