الحبُّ لا يأتي ليبقى للأبد

بقلم: الكاتب والشاعر عبدالعزيز جويده

قالتْ وربي كنتُ أعلمُ أن مِشوارَ الهوى
ما بينَنا لن يَكتمِلْ
حتى بأروعِ لحظةٍ في عمرِنا
ما غرني في مرةٍ طولُ الأملْ
أنا لا أشكُّ للحظةٍ واللهِ فيك
لكنها الأيامُ في ظلمي دُولْ
كم قلتَ لي : ولَربما يومًا نَصِلْ
قلْ لي بربِّكَ قبلَنا
من ذا الذي في الحبِّ يومًا قد وصَلْ؟
تأتي الزلازِلُ في الهوى مَجنونةً
وتَطيحُ بِه
تَبقى لنا الأطلالُ شِبْهَ حياتِنا
ونَعودُ نَكتُبُ شِعرَنا فوقَ الطللْ
هذا قِطارُ الحبِّ يَمضي تاركًا مِن خلفِهِ
جُثثّ الضحايا والهدايا والقٌبَلْ
لم تُنصفِ الأيامُ مَحبوبًا ولا
أعطتْ مُحبًّا في الهوى
ما لم يَنلْ
حتى الذينَ أنصفتْهم في الهوى
تركَتْ بعُمقِهمُ جُروحًا كلُّها لا تَندمِلْ
الحبُّ لا يأتي ليبقى للأبدْ
الحبُّ طيفٌ عابرٌ
نورٌ كنورِ الأنبياءِ ونفحةٌ
فيها ابتلاءاتُ الرسُلْ
قصصُ الهوى من بدءِها لختامِها
مهما فعلنا في الهَوى مِن أجلِها
لن تَكتمِل
أنا لستُ أبكي ما جرى
ماذا يُفيدُ عتابُنا؟
هل تنفعُ المقتولَ حسرةُ مَن قَتَلْ؟
دعني أودِّعُ في هدوءٍ كلَّ شيءٍ بينَنا
سنقولُ لو أحدٌ سألْ :
عاشَ الهوى فينا وماتَ مُعذَّبًا
ورُجوعُنا في أيِّ وقتٍ مُحتمَلْ

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *