بقلم: أحمد بدوي
في عالم تتعدد فيه الأذواق وتختلف فيه الرؤى، يبقى الجمال الحقيقي مرآة صافية تعكس صفاء الروح ونقاء القلب. فصاحب القلب المحب والنفس الطاهرة والعقل المتزن، والعيون الجميلة، يرى الأشياء كما يجب أن تُرى؛ جميلة في ظاهرها، نفيسة في جوهرها.
يعيش هؤلاء الناس بسلام داخلي عميق، يتعاملون مع الجميع بصدق ومحبة دون تزييف أو مراوغة. حياتهم بسيطة، يسودها التواضع، فيبادلون الآخرين المحبة والعطاء، حتى لو قوبلوا يوماً بالجحود أو العرقلة. فالنقاء الذي يسكن قلوبهم يجعلهم يسمون فوق الأذى ويواصلون عطائهم دون انتظار مقابل، لأن تعاملهم ليس مع البشر، بل مع رب البشر الذي لا ينضب عطاؤه.
في المقابل، هناك من تعصف به أهواؤه، فتجعله عبداً لأهداف خبيثة لا تستحق الجهد المبذول لها. أصحاب النفوس المريضة يعيشون في دوامة الكذب والخداع، يطاردهم خزي أفعالهم، ويبصقون على وجوههم حين يختلون بأنفسهم. هؤلاء، رغم ما قد يبدو من نجاح ظاهري، إلا أن نهايتهم حتمية؛ بين انتقام إلهي أو انتحار معنوي يطفئ آخر بصيص نور في دواخلهم.
لذلك، كن جميلاً في نظرتك، رقيقاً في تعاملك، صادقاً مع نفسك، فترى الحياة أكثر إشراقاً وجمالاً. كن أملاً لليائسين، بسمة للحزانى، وعطاءً للمحتاجين، ولا تنتظر مقابلاً من أحد، فصاحب المُلك الدائم لا يغفل عن عطائك.
اعلم أن الله جميل يحب الجمال، وأن الخير باقي في امة الإسلام ،لا يضيع مهما طال الزمن. سامح، وابدأ، وأعطِ، فستُبهرُك الأقدار بعطائها.