الإيمان باللِّه

كتبت: دعاء سيد

يُعدّ الإيمان باللِّه -تعالى- أصل كل خيرٍ في حياة الإنسان، فهو الذي يمنح القلب طمأنينته والعقل رشده والنفس سعادتها، فبدون الإيمان، يعيش الإنسان في ظلماتٍ من القلق والضياع، أمّا مع الإيمان، فيسكنه النور والسكينة ويهتدي إلى الصراط المستقيم. قال اللُّه -تعالى-:﴿اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ﴾ [البقرة: 257].

لقد خلق اللُّه الإنسان لغاية عظيمة، وهي عبادته وحده لا شريك له، كما قال اللُّه -سبحانه وتعالى-:﴿وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ﴾ [الذاريات: 56]، فالإيمان باللِّه هو الفطرة التي جُبِل عليها البشر، وهو الرابط الذي يُنظّم علاقة الإنسان بخالقه وبالناس من حوله، فمن آمن باللِّه حقّ الإيمان، علم أن كل ما في الكون بيد اللِّه، فاستقامت جوارحه واطمأن قلبه، وقال النبيُّ (ﷺ):«الإيمان أن تؤمن بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، وتؤمن بالقدر خيره وشره» (رواه مسلم)، فبهذا الإيمان الشامل تتحقق عبودية الإنسان للِّه في حياته كلّها، قولًا وعملاً، ظاهرًا وباطنًا.

الإيمان ليس كلماتٍ تُقال؛ بل هو عملٌ يظهر في السلوك والأخلاق، فالمؤمن الصادق هو من يترجم إيمانه إلى صدقٍ وأمانةٍ وعدلٍ ورحمة، قال اللُّه -تعالى-:﴿إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ﴾ [الحجرات: 10]، كما قال النبيُّ (ﷺ):«لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه»(متفق عليه)، بهذا الإيمان يتعامل المسلم مع الناس بالرحمة، ويبتعد عن الظلم والكذب والغش؛ لأنه يعلم أن اللَّه مطلع عليه في كل حين، فالإيمان الصادق يولد الخشية من اللِّه، ويمنع صاحبه من المعاصي، كما قال اللُّه -تعالى-:﴿إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ﴾ [فاطر: 28].

الإنسان المؤمن يعيش حياةً مليئة بالسكينة والرضا؛ لأنه يعلم أن كل ما يصيبه هو بقدر اللِّه، فيصبر عند البلاء، ويشكر عند الرخاء. قال اللُّه -تعالى-:﴿مَنۡ عَمِلَ صَٰلِحٗا مِّن ذَكَرٍ أَوۡ أُنثَىٰ وَهُوَ مُؤۡمِنٞ فَلَنُحۡيِيَنَّهُ حَيَوٰةٗ طَيِّبَةٗ﴾ [النحل: 97]، وقال النبيُّ (ﷺ):«عجبًا لأمر المؤمن! إن أمره كله له خير؛ إن أصابته سراء شكر فكان خيرًا له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرًا له»(رواه مسلم)، فالإيمان هو سر السعادة الحقيقية التي لا تزول بزوال المال أو الجاه؛ لأن المؤمن يرى في كل ما يجري حوله حكمة اللّٰه وعدله.

كما أن ثمرات الإيمان كثيرة، منها الطمأنينة في القلب، والنور في الوجه، والبركة في العمر والرزق، وفي الآخرة يكون جزاء المؤمنين الفوز بالجنة والنعيم المقيم، قال اللُّه -تعالى-:﴿إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ جَنَّاتُ النَّعِيمِ﴾ [لقمان: 8]، وقد قال النبيُّ (ﷺ):«من قال: لا إله إلا اللّٰه خالصًا من قلبه دخل الجنة» (رواه البخاري)، فالإيمان طريق النجاة، ومفتاح الجنة، وسر السعادة الأبدية.

إن الإيمان باللِّه هو زاد القلوب، ونور العقول، وسرّ حياة الأرواح، فهو الذي يجعل الإنسان متوازنًا في دنياه، مطمئنًا في قلبه، راضيًا بقضاء ربه، قال اللُّه -تعالى-:﴿الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللَّهِ ۗ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ﴾ [الرعد: 28].

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *