كتبت: دعاء سيد
تُعتبر الأم في الإسلام ركنًا أساسيًا في بناءِ المجتمع، ويُعَدُّ احترامها ورعايتها من القيمِ الأساسية التي يجب على كلِّ مسلم أنّ يتمسك بها، فالأم ليست مجرد شخصية داخل الأسرة؛ بل هي الرمز الأعظم للحنانِ والعطاء، وهي التي تقوم بمهمةِ تربية وبناء الأجيال.
يُعَدُّ احترام الأم ورعايتها في الإسلامِ واجبًا دينيًا وأخلاقيًا، وهو مبني على التعاليمِ الإسلامية السمحة التي تحث على احترامِ الوالدين وبرهما؛ لذلك نجد العديد من الآياتِ القرآنية والأحاديثِ النبوية التي تؤكد على أهميةِ احترام الأم والوقوف إلى جانبِها في جميعِ الأوقات.
في القرآن الكريم يقول اللُّه -تعالى-: «وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا ۖ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا ۖ وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْرًا ۚ حَتَّىٰ إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَىٰ وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي ۖ إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ»
(الأحقاف: 15).
وفي الحديثِ الشريف يقول النبيُّ محمد (ﷺ): «الجنة تحت أقدام الأمهات»
(متفق عليه)، من هذه الآيات والأحاديث نستشف تأكيدًا على أهميةِ احترام الأم ورعايتها في الإسلامِ، وضرورة بذل الجهود من أجل تكريمها وتقديرها.
بالإضافةِ إلى ذلك، تتحمل الأم مسؤولية كبيرة في تربيةِ الأجيال وتنشئتهم على القيمِ الإسلامية الصحيحة، وهي مهمة لا تقل أهمية عن أي مهمةٍ أخرى، فهي تقوم بتشكيلِ شخصياتهم وتعليمهم الأخلاق الحميدة وتوجيههم نحو الطريق الصحيح في الحياةِ، ويُظهر الإسلام تقديره واحترامه العميق للأمِ ودورها الكبير في المجتمعِ؛ بل إنّ احترام الأم ورعايتها هو شرط أساسي لبناءِ مجتمعٍ مترابط ومتحاب، ولضمانِ استمرارية القيم الإنسانية والأخلاقية في المجتمعاتِ الإسلامية.
فلنحترم جميعًا الأمهات ونقدر تضحياتهن، ولنعمل جميعًا على بناءِ مجتمعٍ يُقدر ويرعى دور الأم ويضمن لها الكرامة والاحترام في جميعِ الظروف والأوقات.