كتبت: دعاء سيد
الأخلاق والقيم، من المفاهيمِ الضاربة جذورها في تشكيلِ شخصية الإنسان وتوجيه سلوكياته، إذ تعد الأخلاق الإطار الذي يحكم تصرفات الفرد، بينما تُشكل القيم الركيزة التي يبنى عليها الفرد فهمه الشامل للحياةِ.
تُمثل الأخلاق المبادئ والقواعد التي يلتزم بها الفرد في تفاعلاتهِ اليومية، فهي تُعبر عن قيمٍ محددة يعتبرها الفرد هامة لتحقيقِ توازن في تصرفاتهِ، على سبيلِ المثال: قيمة الصدق والنزاهة تُعتبر أخلاقية في إطارِ تفاعلات الفرد مع الآخرين.
من ناحيةٍ أُخرى، تُعتبر القيم من الاعتقاداتِ الجوهرية التي يؤمن بها الفرد وتشكل الأساس لتصويرِ العالم من حولهِ، فيمكن أنّ تكون الحرية والعدالة، أمثلة على قيمٍ يعتمد عليها الفرد في بناءِ تصوره للحياةِ واتخاذ قراراته.
الأخلاق والقيم ترتبطان بشكلٍ وثيق، حيثُ يتأثر كلٍّ منهما بالآخرِ، عندما يكون للفردِ قيمة مركزية مثل النزاهة، ينعكس ذلك في سلوكهِ الأخلاقي بشكلٍ إيجابي، وعلى العكسِ يمكن للأخلاقِ السائدة في مجتمعٍ ما أنّ تؤثر على تشكيلِ قيم الفرد.
ولكي نفهم هذا التفاعل، يمكننا النظر إلى مثالٍ حي، عندما يتحلى الفرد بقيمةِ العدالة كقيمةٍ شخصية، قد يظهر ذلك في سلوكهِ بدعمِ قضايا العدالة الاجتماعية هنا؛ تتداخل القيمة مع السلوك الأخلاقي ليشكلانِ مجتمعًا يستند إلى تفاهمٍ أخلاقي وقيمي.
ختامًا تُجسد الأخلاق والقيم أهمية كبيرة في بناءِ شخصية الإنسان وتوجيه سلوكه، ويعتبر التوازن بين الأخلاقِ والقيمِ أساسًا لبناءِ مجتمعٍ مستدام، حيثُ يتفاعل الفرد والمجتمع معًا لتشكيلِ واقعٍ يسوده الاحترام والتفاهم، ويشير القرآن الكريم إلى أنّ النبي(ﷺ) هو قدوةٌ حسنة في الأخلاقِ قال اللُّهُ -تعالى-:”لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا”
(الأحزاب:21).