كتبت: دعاء سيد
اسم اللَّه “الجبار” هو من الأسماء الحسنى التي وردت في القرآنِ الكريم والسنة النبوية الشريفة، ويُعد من الأسماءِ التيّ تحمل معاني عظيمة ودلالات عميقة في حياةِ المسلم، إنّ فهم معاني هذا الاسم وأثره في حياتنا يُعزز من إيماننا وتعلقنا بالله.
اسم “الجبار” في اللغةِ العربية يأتي من الجذر (جبر) الذي يحمل عدة معانٍ منها الإصلاح والقوة والعظمة، وفي السياق الديني يُقصد بالجبارِ القوة المطلقة والقدرة على إصلاحِ القلوب، والجبرية تعني القوة التيّ لا يُعجزها شيء ولا تقف أمامها عقبة.
اللُّه -سبحانه وتعالى- هو الجبار بمعنى القوي الذي لا يُغلب، له القوة المطلقة والعظمة الكاملة، يقول اللُّه -تعالى-: {هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ ۚ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ} (الحشر:23)،هذه الآية تؤكد على عظمةِ اللَّه وجبروته وأنّه لا يعجزه شيء في السماوات والأرض، ومن معاني الجبار أيضًا أنّه الذي يُجبر كسر المنكسرين ويعين الضعفاء والمحتاجين، اللُّه -سبحانه وتعالى- يُصلح قلوب عباده ويعينهم على تجاوز مصاعب الحياة، فهو الجبار الذي يجبر القلوب الكسيرة ويعيد الأمل لمن فقده، يقول النبيُّ (ﷺ): “اللهم اجبرني جبرًا يتعجب له أهل السماوات والأرض”.
عندما يُدرك المسلم أنّ اللَّه -تعالى- هو الجبار، يشعر بالأمان لأنّ اللَّه -سبحانه وتعالى- هو الحامي والمصلح والمعين، لا يشعر باليأس أو الخوف من أيِّ موقف صعب لأنّه يعلم أنّ اللَّه -تعالى- بقوتهِ وجبروته معه، فاسم الجبار يشجع المسلم على التوبةِ والعودة إلى اللِّه -تعالى-، فهو الذي يجبر القلوب المنكسرة ويغفر الذنوب، ويدفع المسلم للاستغفار وطلب العون من اللِّه -تعالى- في كلِّ الأحوال.
معرفة أنّ اللَّه -تعالى- هو الجبار تُعزز ثقة المسلم بقدرةِ اللَّه -تعالى- على تحقيقِ ما يراه مستحيلًا، المسلم يعلم أنّ اللَّه -تعالى- قادر على تغيير الأحوال وتحقيق المعجزات، فالمسلم يتعلم من اسم الجبار أنّ يكون رحيمًا وعطوفًا مع الآخرين، يساعد المحتاجين ويجبر كسر المنكسرين كما يفعل اللُّه -سبحانه وتعالى- مع عباده.
في كلِّ موقف صعب أو تحدي، يجب أنّ نتذكر أنّ اللَّه الجبار قادر على تجاوزنا لهذه المصاعب، فعلينا أنّ نسعى لجبر كسر من حولنا، سواء بكلمةٍ طيبة، أو مساعدة مادية، أو دعم معنوي، ويجب أنّ نحرص دائمًا على التوبة والاستغفار، متذكرين أنّ اللَّه الجبار يغفر الذنوب ويجبر القلوب المنكسرة، فعلينا أنّ نثق بأنّ اللَّه -تعالى- بقوتهِ وجبروته قادر على تغيير حالنا إلى الأفضل، وأنّ نحافظ على التفاؤل مهما كانت الظروف.
اسم اللُّه “الجبار” يحمل معاني عظيمة من القوةِ والعظمة والإصلاح والرحمة، فهم هذه المعاني وتطبيقها في حياتنا اليومية يعزز من إيماننا ويقربنا إلى اللِّه -تعالى-، علينا أنّ نتذكر دائمّا أنّ اللَّه هو الجبار الذي يجبر كسرنا ويعيننا على تجاوز الصعاب، وهو القوي الذي لا يُعجزه شيء.