ابتكار صوبه ذكية تحقق الوفر الغذائي لمصر والعالم

كتب- نوفل البرادعي

قبل “فجر التاريخ” أهدت مصر”أم الدنيا” إلى الدنيا “فجر الحضارة” باكتشاف الزراعة، التي شيدت عليها البشرية ثورتها الحضارية الأولى، وها هو أحد أبنائها العباقرة المخترع رفعت همام، يُعيد كتابة التاريخ الزراعي مرة أخرى، بابتكاره «صوبة همام» الذكية ، ويعيد زراعة الأمل في قلب صحاري العالم، ليصبح عالمًا بلا جوع ولامجاعات ولا جائعين.

أكد المخترع رفعت همام في تصريحات خاصة لـ«الجمهورية الجديدة» ، أن أزمة نقص الغذاء، وطوابير الجائعين هنا وهناك أرقته بشده، فسعى بتوفيق الله، لابتكار حل جذري سيحقق الوفر الغذائي لمصر والعالم العربى وإفريقيا، بل البشرية كلها من خلال الصوبة الذكية، والتي لا تعتمد في عملها على الأساليب التقليدية باهظة التكاليف من ضرورة توافر مصدر دائم للمياه العذبة والطاقة، بل تعتمد على تقنية جديدة يتم من خلالها تكثيف المياه من الهواء الطبيعي المحيط بالصوبة وذلك بمقادير محسوبة تناسب النباتات المزروعة، ويجرى هذا عن طريق توظيف الطاقة الحرارية للشمس بتقنيات مبتكرة، حيث أن الصوبة مزودة بسقف من اللدائن المتحركة بصورة أوتوماتيكية عبر حساسات إلكترونية تفتح وتغلق طبقًا لدرجة حرارة الشمس، مشيرًا إلى أن الصوبة مزودة أيضًا بتكنولوجيا حديثة تمنع تسريب المياه إلى باطن الأرض، وبهذا لا تحتاج الصوبة إلى نظام مضاف للصرف الزراعي، إضافة إلى سيستم خاص بتكثيف الأكسجين النقى الناجم عن عملية التقطير.

وأضاف المهندس رفعت همام: “يتم تجميع المياه المكثفة من الهواء الجوي من خلال خزانات خاصة داخل الصوبة مصممة لهذا الغرض، وفائض المياه في الخزانات بعد استيفاء النباتات المزروعة حاجتها من الماء يتم تحويلها عبر طاقة الشمس الحرارية بتقنيات مبتكرة إلى بخار قادر على توليد الطاقة الكهربائية النظيفة لتشغيل أجهزة الري والأجهزة المنزلية ووحدات الإنارة.

وعن مزايا وأهمية ابتكاره، أوضح المهندس رفعت همام، أن هذه الصوبة الذكية هى الأولى من نوعها فى العالم التي تنتج طاقة ولا تستهلك طاقة، والتي لا تحتاج إلى نظام صرف زراعي، ولا تعتمد على توافر مصادر مياه خاصة سواء جوفية أو من الأنهار وفروعها، فضلا عن إنتاجها الأكسجين النقي المهم للعديد من الصناعات، وهي صوبة صديقة تماما للبيئة وتنتج مزروعات نموذجية من حيث الجودة والأمان الصحي والبيئي، كما أنها تصلح للعمل في أي بيئة مهما كانت قاسية أو جافة مثل الصحاري القاحلة والمناطق الجبلية والمستنقعات وبالطبع الأراضي العادية، وهي مصنوعة من خامات ولدائن مصرية تمامًا لا يمكن تقليدها مما يجعلها الخيار المثل للاستخدام المحلي وتوفير الاكثفاء الذاتي من المحاصيل وكذلك للتصدير إلى مختلف دول العالم لمواجهة التغير المناخي، وبخاصة دول إفريقيا التي تعاني معظمها بدرجات متفاوتة من مجاعات وأزمات غذائية متكررة.

ويؤكد المخترع المصري رفعت همام أن صوبته الذكية تهدف في المرحلة الأولى من تصنيعها إلى إنشاء ريف مصري جديد وعصري، تكون هذه الصوبة نواته لإقامة سلسلة من القرى النموذجية تعالج مشكلات الماضي وتستثمر مقومات الحاضر، وتحقق زيادة الرقعة الزراعية من 9 ملايين فدان إلى 20 مليون فدان، تُسهم في توسيع الحيز العمراني الريفي وهى قضية على رأس اهتمامات الرئيس السيسي، وبالتالي استيعاب النمو الطبيعي للسكان بإنشاء مجتمعات زراعية عمرانية عصرية متكاملة مما يسهم في زيادة المساحة المأهولة بالسكان في مصر من 6 % إلى 10 %، وتعظيم الاستفادة من عقول مصر عبر استثمار أفكار غير نمطية، وتصدير هذه الصوبات بمليارات الدولارات، وزراعة المحاصيل الاقتصادية التي تدر عائداً مالياً كبيراً، والأهم الإسهام في سد الفجوة الغذائية التي تعاني منها البلاد، وإقامة العديد من الصناعات المرتبطة بالنشاط الزراعي والثروة الحيوانية، وتوفير آلاف من فرص العمل الحقيقية المنتجة للشباب.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *