كتبت: دعاء سيد
تُعتبر هذه الآية الكريمة من أبرزِ الدعوات في القرآنِ الكريم للإنسانِ ليعيشِ حياته بتوكلٍ واعتماد على اللِّه، ويُظهر المتوكلون صورةً رائعةً للإيمانِ والثقةِ التامة في اللِّه-عز وجل.
توكل المؤمن يستندُ إلى فهمِ واعي لعظمةِ اللِّه ورحمته، فإنّه يُعبر عن الرغبةِ في التقربِ إلى اللِّه في كلِّ جانبٍ من جوانبِ الحياة، سواء كانت هذه الجوانب مادية أم روحية، ويتجلى أثر التوكل على اللِّه في الحياةِ بتحقيقِ الراحة النفسية والتوازن الداخلي، حيثُ يكون المتوكل على اللِّه أكثر استعدادًا لمواجهةِ التحديات بروحٍ هادئةٍ وقلب قوي.
تتجلى محبة اللّه -تعالى- للمتوكلين في قدرتهِ على إرشادهم وحمايتهم، ويروي التاريخ الإسلامي قصصًا عديدة عن الصحابةِ والأنبياء الذين توكلوا على اللِّه في مواقفِ الاختبار والابتلاء، ففي غزوة بدر، كان المسلمون الذين توكلوا على اللِّه هم الذين حققوا النصر رغم الفارق الظاهر في القوى.
عندما يكون الإنسان متوكلًا على اللِّه-تعالى-، يُصبح أكثر قبولًا للقضاءِ الإلهي، ويفهم أنّ كلّ ما يحدث في حياتهِ يأتي بإرادة اللِّه-عز وجل-؛ فيعيش الإنسان تجربة الرضا والسكينة حتى في وجهِ التحديات الكبيرة، وهذا ما يجعله قلعةً قوية قائمة على اليقينِ والثقة باللِّه-تعالى-.
في الختامِ، يُظهر مفهوم المتوكلين على اللِّه كنموذجٍ للتفاؤلِ والقوة الروحية، حيثُ يبني المتوكل حياتهِ على أسسِ الاعتماد على اللِّه، وهذا يُثمر في حياةٍ مليئة بالأملِ والراحة، وتحظى بحبِ اللِّه- تعالى-الذي يحفظهم ويوجههم في كلِّ خطوةٍ.