إقالة الكفاءات.. من يحاسب هيئة الرعاية الصحيةبأسوان

بقلم: احمد بدوي

في مشهد مؤسف يعكس سوء الإدارة وتجاهل الكفاءات، تعرض الدكتور طه محمود، مدير عام مستشفى المسلة التخصصي بأسوان، لضغوط كبيرة أجبرته على ترك منصبه، بعد مسيرة حافلة بالإنجازات والنجاحات المهنية التي يشهد لها الجميع داخل وخارج محافظة أسوان. السؤال الذي يطرح نفسه الآن: لماذا تُحارب القيادات الناجحة؟ وأين يقف وزير الصحة من هذا العبث؟

الدكتور طه محمود ليس مجرد طبيب، بل قامة طبية وإدارية معروفة في اسوان ، بدأ مشواره القيادي والإداري مديرًا للاستقبال والطوارئ بمستشفى حميات أسوان، ثم مديرًا لوحدة مناظير الجهاز الهضمي، ومؤسسًا ومديرًا لمركز علاج الفيروسات الكبدية منذ عام 2009، الذي حصل على المركز الأول على مستوى الجمهورية في نسب توزيع العلاج.

كما كان مقررًا عامًا لأول مؤتمر علمي للجهاز الهضمي والكبد والأمراض المعدية في أسوان، وعضوًا فاعلًا في مؤسسات المجتمع المدني، ومديرًا لمركز الكبد المصري بالتعاون مع جمعية خدمة المرضى بالمنصورة، وكان له دور ريادي أثناء الحملة القومية للقضاء على فيروس سي، إلى جانب مشاركته البطولية خلال جائحة كورونا.

أما مستشفى المسلة التخصصي، فقد تحولت تحت إدارته إلى صرح طبي يضاهي المستشفيات العالمية، نالت إشادة من وفود منظمة الصحة العالمية لمساهمتها في إعلان مصر خالية من الملاريا، كما أثنت وفود الاتحاد الأوروبي على الخدمات المقدمة، خصوصًا للأشقاء السودانيين. زيارات رسمية متتالية من سفيرة الاتحاد الأوروبي، ورئيسة المجلس القومي للمرأة، ونائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الصحة، كلها انتهت بالإشادة بالدكتور طه وفريقه الإداري.

فهل هذه هي مكافأة النجاح؟ أن يُجمد نشاط الرجل ويُبعد عن منصبه ويُعامل كطبيب عادي دون أي مهام إدارية؟

نحن أمام مشهد عبثي يتكرر في مؤسسات الدولة، حيث يُقصى الناجح ويُكافأ الفاشل، وتضيع الإنجازات الشخصية والجماعية أمام صراعات شخصية أو مصالح ضيقة لا علاقة لها بالصحة ولا بالمصلحة العامة.

أين وزير الصحة الأستاذ الدكتور خالد عبد الغفار مما يحدث؟
هل يعقل أن يُدار ملف الصحة بهذه الطريقة؟ وهل يقبل الدكتور أحمد السبكي، رئيس هيئة الرعاية الصحية، والمشرف العام على مشروع التأمين الصحي الشامل، أن يتم إقصاء أحد أنجح مديري المستشفيات في مشروع “حياة كريمة” مع بداية تطبيق المنظومة بمحافظة أسوان.

إن ما يحدث في مستشفى المسلة ليس مجرد قرار إداري، بل هو قتل متعمد للكفاءة، وإهانة لتاريخ من التفاني والنجاحات. نطالب بتحقيق عاجل وشفاف في ملابسات هذا القرار، ورد الاعتبار للدكتور طه محمود، حماية لما تبقى من عدالة داخل منظومة الصحة.

فمن يوقف هذا العبث؟ ومن يعيد الحق لأصحابه؟
وإذا كان هذا مصير القيادات الناجحة.. فماذا ننتظر بعد.
كفى قتلاً للنجاح.. وكفى صمتًا يا معالي الوزير.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *