بقلم: الدكتورة نادية حلمى
الخبيرة المصرية فى الشؤون السياسية الصينية والآسيوية- أستاذ العلوم السياسية جامعة بنى سويف
أيهُا الجُندِى اللعِين فِى إسرائِيل بِنِيرانِ حِقدِى بعد تجوِيعِى وقهرِى وحِصارِ أهلِى، سأُرِيكَ كيفَ يكُونُ ردِى لِأخذِ ثأرِى، ولن أُدُير إليكَ خدِى لِردِ ضربِى بعد أن كبُر ثأرِى لِلفتكِ بِك… ولقد قبِلتُ أنا التحدِى فِى وجهِ من سلب أرضِى، وقتل أُمِى وهدم بيتِى وبِيت أجدادِى وعيلتِى وبِيت جِيرانِى القرِيب مِنِى بِغيرِ نهى.
إن القضِية لن تمُت ولو بِالتقادُم فِى كُلِ صدر، بعد أن صار الجنِين لغماً سيكبُر رُويداً رُويداً ذاتَ يوم، لِلثأرِ مِمن حرمُوهُ مِن عطفِ أُمُه ولُعب جيرانُه ودفتر دِراستُه بِلا أى عطف… وكُلُ أُم فِلسطِينِية تحمِل جنِين شهِدَ الفظائِع سيشُبُ طوقاً لِلنيلِ مِمن سلبُوهُ أرضُه وهتكُوا عرضُه وقتلُوا أهلُه مِن بعدِ نفى.
أيُها الجُندِى السلِيط بِكُلِ ذم، لا تبتعِد إنظُر إلىّ، أنا لن أُبالِى بِالسلاح ولا العِتاد أو قرعِ أجراسٍ ترِن، سنُرِيكَ كيفَ بِالحِجارة نصنع كمِيناً لِلنيلِ مِمن أخذ أُختِى أمام عينِى بِكُلِ جُبن… هذا الرُصاص سنرُدُه أضعافَ مِنُه لِكُلِ جُندِى سرق طِفُولتِى، حرمنِى مِن دفتر دِراستِى ومعهُ لُعبِى ورِفاقِ عُمرِى بِكُلِ دمىّ.
والآن أضحك بِكُلِ عجب، أبعدَ كُلُ ما صنعتِمُوه بِنا فِى إسرائِيل تقطِيع ونكل تقِفُوا أمامنا فِى تبجُح مُدعِينّ أننا أبناءُ عم؟ أين العِمُومة فِى هدمِ مشفى وتمثِيلَ بِجُثثهُ بِكُلِ فظع؟… أين العِمُومة فِى هدمِ جُدران مدرستِى وجعلِى وحِيدة مِن دُونِ أهل؟ وسيشهدُ التارِيخَ بِنا إن الطُغاة إلى زوال بِكُلِ رمى.