كتبت: دعاء سيد
تتسمُ الصدقة بأهميةٍ خاصة في الإسلامِ، حيث يرى المسلمون فيها وسيلةً للقربِ من اللِّه-تعالى- وتحقيق النجاح في الدنيا والآخرة، فالصدقة هى إخراج جزء من المالِ للفقراءِ والمحتاجين، وهي عبادة تُبرز قيم الرحمة والتكافل في المجتمعِ الإسلامي.
الصدقة هي تبرع غير مُسترد، تُعطى من القلبِ دون رغبة في الشهرةِ أو الشكر، وتعكس هذه العملية التفاعل بين الأفراد في المجتمعِ وتعزز التواصل الإيجابي بينهم، وهى ليست مجرد تقديم مال؛ بل هي تعبير عن الإيمانِ والتضامن، إنها عمل خير يتجلى في تقديمِ الدعم للفئاتِ الضعيفة، سواءً بالمالِ أو الجهد أو الوقت.
تشير الآيات القرآنية إلى فضلِ الصدقة، فاللّه-عز وجل- يعد المتصدقين بالمغفرةِ والزيادة في الرزقِ، قال-تعالى- في كتابه الكريم: «مَثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنبُلَةٍ مِّائَةُ حَبَّةٍ ۗ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَن يَشَاءُ» (البقرة :261).
تترك الصدقة أثرًا إيجابيًا على الفردِ والمجتمع، وتعزز التواصل الاجتماعي وتقوي روح التعاون، كما تُحسن أحوال الفقراء وتساهم في توفيرِ فرص لحياةٍ أفضل، ويشدد القرآن الكريم والسنة على أهميةِ الصدقة والتصدق، ويحذران من بخلِ الإنسان وتفضح تأثير الشح في حياتهِ، فقد قال رسول اللّٰه(ﷺ) : «ما نقص مال من صدقة» (صحيح مسلم).
تظهر الصدقة في الإسلام كوسيلةٍ فعّالة لتحقيق التوازن الاجتماعي، ويظهر تأثيرها الإيجابي على الفردِ والمجتمع، حيثُ يزيد التصدق قوة الروح الإيمانية والرغبة في خدمة الآخرين؛ وبالتالي يكون لها نصيب كبير في نجاحِ المجتمع وتقدمه.