بقلم: دكتوره مروه رضوان
رئيس التحرير
الطبيب الماهر هو الذي يستطيع تحديد سبب المرض بدقة وسرعه؛ ما يساعد في العلاج المناسب للمريض، هذا الطبيب هو طبيب مبدع لانه لا يكتفي بالاعتماد فقط على الأعراض الظاهرة؛ بل يبحث بدقة عن السبب الحقيقي للمرض، فهو لديه معرفه واسعة جعلته ملم بمختلف التخصصات الطبية، وقادر على فهم شتى المشكلات المعقدة؛ خبرته الواسعه في التعامل مع المرضى جعلته متفردا في تشخيص المرض بكل سهوله ويسر.
الطبيب القادر على احتواء المريض نفسيا، ولديه كفاءه عاليه في التواصل معه، ويوليه اهتمامًا كبيرًا، ويحرص على سلامته ورفاهيته، ويتخذ قرارات بشأن التشخيص والعلاج بناءً على المعرفة والخبرة، هو الطبيب المخلص لرسالته المهنية والأخلاقية، فهو ليس مجرد ممارس للطب، بل محقق ومحلل للظواهر الصحية، وصاحب مهارات استثنائية في فهم دلالات الأعراض والتحاليل؛ ما يجعله قادرًا على تحديد المرض بدقة وتوفير العلاج المناسب، فهو بلا مبالغه “حكيم” يعرف كيف يقرأ في كتاب الحياة، ويستطيع تحديد المرض قبل أن يظهر في كتاب التاريخ.
الامر قدرة إلهية منحة الله له، جعلته يرى ما لا يراه الآخرون، فهو ذو بصيرة في فهم طبيعة المرض، وقدرة على استخراج المكنون من الأعراض، ليمثل جسرًا بين العلم والمعرفة الإنسانية، ويترجم لغة المرض إلى فهم دقيق، ويقدم العلاج المناسب.
حالتي الصحية والنفسيه جعلتني اتردد مرارا وتكرارا على الكثير من عيادات الأطباء باحثه عن الصفات سابقة الذكر، ابحث عن ضالتي وبداخلي يقين أنني لم اجد من يحتوي حالتي النفسيه قبل المرضيه، الكثير من الاعراض الخارجيه تظهر علي؛ لتجعلني على يقين انني اعاني من مشكله مرضيه مبهمه فشل أطباء كثيرون من اصحاب الأسماء اللامعة في تحديدها، بل اجتمعت ارائهم على انني لا اعاني من شئ، وحالتي الصحيه على ما يرام، بعد توقيع الكشف الطبي علي، والاطلاع على التحاليل والاشاعات الخاصه بي.
في كل مره كان يصطحبني زوجي إلى طبيب جديد، كان احد زملائي او اقاربي أشار علينا بالذهاب إليه؛ بحجه انه من الاطباء ذوي الخبرات الكبيره، يكون على يقين بأنني لن اكون مقتنعه به، ويقول لي أدعو الله هذه المره ان تقتنعي بهذا الطبيب الذي يقول عنه الكثيرون انه طبيب ماهر وذو خبره كبيره، وأنا اقول له أتمنى ذلك، وبعد توقيع الكشف الطبي يقول لي مثل ما قاله غيره، انتي بخير وما اعاني منه ليس أكثر من توتر وقلق، وعليكي بالالتزام بضبط النفس والهدوء.
اترك عياده الطبيب وانا اقول لزوجي انا غير مقتنعه بهذا الكلام الذي لا يغني ولا يسمن عن جوع انا على يقين أنني اعاني من مشكله ما، ولكن لا اعرف ما هي، واحتاج إلى طبيب متمكن وبارع، يبتسم لي زوجي وهو يقول كل الاستشاريين، واساتذه الجامعات الذين ذهبنا إليهم، ولم تقتنعي بما قالوه، اكاد اجزم الأن ان المشكله لديكي انتي، ابتسم وأقول له يوما ما ستدرك أنني كنت محقه.
تتوالى الشهور، وتطلب مني اخت زوجي الذهاب إلى طبيب بمدينه دمنهور بارع ومتمكن وذو سمعه طيبه منذ سنوات طويله وهو الدكتور “محمد باهي السماديسي” أستشاري امراض النساء والتوليد والحقن المجهري، وأنا اقول لها انا أسكن بمدينه الشروق بطريق مصر الاسماعيليه بمحافظه القاهره كيف لي ان أذهب كل هذا الطريق، وكيف لي ان اجد الوقت المناسب وسط زحمه وصغوط عملي؟!
وحقيقه ربما يكون نال مني اليأس والاستسلام للواقع، بعدما ذهبت للكثير من الاطباء بشتى ارجاء القاهرة، حتى انتهى شهر رمضان، وجاء عيد الفطر المبارك، وبعد ان دعوت الله في هذه الايام المباركه ان يختار لي ولا يخيرني، وجدت نفسي أبحث عن رقم هذا الطبيب بمواقع التواصل الاجتماعي، ووفقني الله في الوصول لرقمه، وحددت موعدا للذهاب إليه بعد إجازه عيد الفطر المبارك، وبالفعل ذهبت إليه …استقبلني انا وزوجي بإبتسامه هادئه، وبدأ ينصت لي بأهتمام، وانا اتحدث عن ظروف حالتي المرضيه، ثم يفحص التحاليل الطبية بكل دقه، بعد ان وقع الكشف الطبي، وفاجئني بطلبه بإعاده تحاليل لم يمض عليها سوى شهر وربما اقل، وانا لا أعلم السبب الحقيقي وراء هذا، فقلت له التحاليل لم يمض عليها وقتا طويل، لكن عندما رأيته يكرر طلبه في اعاده تحاليل بعينها، قررت ان اعيدها فقط لأثبت لنفسي أنني على صواب، وفي اليوم التالي توجهت للمختبر لاجراء التحاليل المطلوبه، لأتفاجأ عند ظهور النتيجه أنني مريضه خمول الغده الدرقيه بنسبه عاليه، والاجسام المضاده للغده او كما يطلق عليها “هاشيموتو” وهنا اجد تفسير واضح وصريح لما كنت اشعر به سواء من خمول وأرهاق وهذيان وبعض الزياده غير المبرره في الوزن وسقوط الشعر، ويوجهني الدكتور محمد إلى المتابعه مع طبيب متخصص في الغدد الصماء لأبدأ العلاج فورا، قبل ان تتدهور حالتي الصحيه بشكل أكبر، وفي نفس الزياره وهي الزياره الأولى له يطلب مني أيضا اجراء أشعه متخصصه؛ لأكتشف أيضا بعد اجراءها انني كنت اعاني من مشاكل أخرى تم حلها ولله الحمد والمنه بعد اجراء هذه الأشعه.
تشخيص كل ما كنت اعاني منه بعد التردد على كتير من الأطباء مرات عديده، تمكن الدكتور “محمد السماديسي”من اكتشافه وتشخيصه في زياره واحده فقط، وانقاذ حالتي الصحيه بأقصى سرعه، ولله الحمد تماثلت للشفاء في فتره وجيزه، ليس فقط الشفاء جسديا، ولكن نفسيا، فحالتي النفسيه باتت افضل من اي وقت مضى، بفضل هذا الطبيب البارع المتقن لعمله الذي اشعر أنني أدين له بالكثير، ولا انساه في دعواتي في كل وقتا وحين بظهر الغيب.
ما فعله معي الدكتور “محمد السماديسي” ليست مجرد قراءة في الأعراض، بل هو قراءة في روح المرض، وإدراك لبواعثه، لانه لم يكتفي مثل غيره بما هو ظاهر، بل سعى لاستكشاف ما هو خفي، فهو قائد في رحلة علاج، وقادر على تحديد الطريق الصحيح للوصول إلى الشفاء، لانه لم يشخص فقط الداء؛ بل اعاد لي إيماني بأن جسدي لم يخني، بعد نظرته الثاقبة التي اخرست الأجهزة، كأن سماع القلب بنبضه وحده يكفيه ليكتب ما لا تكتبه التقارير، وعرف من أول وهلة أين يؤلمني جسدي، وكأنه قرأ تاريخي الطبي في نظره لا في اوراق، فالفرق بينه وبين غيره، أنه لا يسمع دقات القلب بل يصغي للسكوت بين الدقات.
الدكتور” محمد باهي السماديسي” جعلني على يقين بأن بعض الأطباء يكتبون وصفات، وآخرون يكتبون بداية حياة جديدة، والطبيب الجيد فقط هو من يرى خلف الأشعة والتحاليل، حقيقة لا يلتقطها جهاز، فليس كل من لبس المعطف الأبيض طبيبا، فهناك أطباء يجيدون مهنة الطب، وأخرون يجعلون منها رسالة روح وضمير.