أكتوبر عبور الكرامة وبطولة لا تغيب عن الذاكرة

بقلم: احمد بدوي

في مثل هذه الأيام من كل عام، يقف التاريخ إجلالًا لواحد من أعظم انتصارات الأمة العربية، نصر السادس من أكتوبر عام 1973، الذي يعيد إلينا مشهد العزة والكرامة الوطنية، ويؤكد أن مصر حين تقرر، تنتصر.

مرّت 52 عامًا على ذلك اليوم المجيد، وما زالت ذكراه حية في قلوب المصريين، تحمل معها دروسًا لا تذبل، وتُثبت أن الإرادة الوطنية حين تتسلح بالإيمان والوعي والوحدة، لا تعرف المستحيل.

كان جيش مصر في مقدمة الصفوف، رجالٌ صدقوا ما عاهدوا الله عليه، ضحوا بالغالي والنفيس، تسلحوا بالشجاعة والعقيدة، وعبروا قناة السويس ليحطموا أسطورة “الجيش الذي لا يقهر” لكن لم يكن الجيش وحده من صنع المعجزة، بل كان الشعب المصري بأكمله هو السند الحقيقي، بصبره، ووعيه، وإيمانه بعدالة القضية.

لقد أثبتت حرب أكتوبر أن كرامة المصري لا تُشترى، وأنه قادر على تحمّل الجوع والعطش وكل المصاعب، إذا تعلّق الأمر بوطنه. يظهر المعدن الأصيل لهذا الشعب في أحلك الظروف، فتجلّت روح المقاومة الشعبية، ووقف الجميع خلف القيادة الوطنية صفًا واحدًا، كتفًا بكتف.

من أعظم الدروس التي نستلهمها من نصر أكتوبر هي أن النصر لا يتحقق دائمًا بوفرة الإمكانيات، بل بعزيمة لا تلين، وبقلوب مؤمنة، وعقول تخطط وتنفذ. لقد خاض المقاتل المصري المعركة بأقل الإمكانيات، لكنه امتلك سلاحا لا يُهزم حب الوطن.

وإن إرادة المصريين كانت وستظل هي القوة الحقيقية التي تُرجّح كفة النصر. ففي كل معركة، سواء كانت عسكرية أو اقتصادية أو سياسية، تبقى صلابة الرجال، ووحدة الصف، وقوة القلوب، هي الفيصل.

وفي ذكرى العبور العظيم، نُجدد العهد بأن تظل راية الوطن عالية، وأن نُورث الأجيال القادمة قصة مجدٍ صنعه آباؤهم، ليكونوا دائمًا على قدر المسؤولية، وحراسًا أوفياء لكرامة هذا الوطن.

رحم الله شهداءنا الأبرار، وحيّا الله أبطال أكتوبر، وحمى الله مصر شعبًا وجيشًا وقيادة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *