- كتبت: دعاء سيد
النبيُّ محمد(ﷺ) وحديثه مع شداد بن أوسِ يُسلط الضَوء على قيمةِ الكلمات والحكمة التي تنطلق منها، في هذا الحديث أخبر النبيُّ(ﷺ) شداد بن أوس بعدةِ مبادئ وقيم، تفوق قيمتها على الذهبِ والفضة، قال(ﷺ): “يا شدَّادُ بنُ أوسٍ ! إذا رأيتَ النَّاسَ قد اكتنزوا الذَّهبَ والفضَّةَ؛ فاكنِز هؤلاء الكلماتِ “اللَّهمَّ إنِّي أسألُك الثَّباتَ في الأمرِ، والعزيمةَ على الرُّشدِ، وأسألُك موجِباتِ رحمتِك، وعزائمَ مغفرتِك، وأسألُك شُكرَ نعمتِك، وحُسنَ عبادتِك، وأسألُك قلبًا سليمًا، ولسانًا صادقًا، وأسألُك من خيرِ ما تعلَمُ، وأعوذُ بك من شرِّ ما تعلَمُ، وأستغفرُك لما تعلَمُ؛ إنَّك أنت علَّامُ الغيوبِ”.
أولًا وقبل كلّ شيء، أشار النبيُّ(ﷺ) إلى أنّ الإيمان هو أفضل من الذهبِ والفضة، الإيمان هنا يُشير إلى الإيمانِ باللِّه وبالرسولِ(ﷺ)، وبالقيمِ الإسلامية والأخلاق الحميدة، إنّها الثقة العمياء بقدرةِ اللّه وعدالته، وهي التي تجلب السكينة والراحة للقلوبِ.
ثانيًا، أكد النبيُّ(ﷺ) على أهميةِ العدل والإنصاف، وقال إنّ العدل أفضل من الذهبِ والفضة، العدل هو أساس المجتمع السليم، وهو ما يُحقق التوازن والسلام بين الناس.
ثالثًا، أشار النبيُّ(ﷺ) إلى أنّ الرفق وحسن المعاملة هما أيضًا أفضل من الذهبِ والفضة، الرفق والمحبة والتعاطف مع الآخرين يعكسون روح الإسلام ويعززون الروابط الاجتماعية بين الناسِ.
رابعًا، ذكر النبيُّ(ﷺ) أنّ العمل الصالح والخيرات التي يقوم بها الإنسان هي أفضل من الذهبِ والفضة، إنّ العمل الصالح يُثمر ثماره في الدنيا والآخرة، ويجعل حياة الإنسان ممتلئة بالسعادةِ والرضا.
باختصارٍ، تعلمنا من حديثِ النبيّ(ﷺ) مع شدادِ بن أوسِ أنّ القيم والمبادئ الأخلاقية تفوق قيمتها على الثرواتِ المادية مثل الذهبِ والفضة، إنّها تُشكل أساسًا راسخًا لبناءِ مجتمع مترابط ومزدهر.