أسوان بين شعارات التنمية وواقع الإهمال البنية التحتية تئن والحوادث تحصد الأرواح

بقلم: احمد بدوي

رغم الخطابات الرسمية المتكررة عن جهود التنمية المستدامة ورؤية الجمهورية الجديدة، ورغم الزيارات الميدانية المتكررة لمحافظ أسوان وإطلاق مشروعات البنية التحتية في مختلف أنحاء المحافظة، إلا أن الواقع اليومي الذي يعيشه المواطن الأسواني يفضح فجوة صارخة بين ما يُعلن على المنصات، وما يُعانيه الناس على الأرض.

ففي الوقت الذي تُرصف فيه بعض الطرق و تتزين المداخل بكلمات مطمئنة، ادخولها بسلام آمنين ،الا انه تبقى الكوارث المتكررة على طريق صحاري المطار وتقاطع الخزان غرب والكمب شاهدًا دامغًا على غياب الحد الأدنى من إجراءات السلامة. ليالٍ مظلمة دون إنارة، دون لوحات مرورية، دون إشارات تحذيرية، لتتحول الطرق إلى مصائد قاتلة، تحصد الأرواح بلا حساب ،هذا التقاطع تحديدًا بات مقبرة مفتوحة لضحايا حوادث النقل الثقيل، وسط تجاهل مستمر من الجهات المعنية.

أما طريق السادات، ورغم أعمال التوسعة والتطوير الجارية، فإن ما يحدث لا يتعدى كونه عملية ترميم شكلي في غياب التخطيط الواضح. لا يوجد تصور بديل لحركة المرور، ولا خطة لتخفيف الضغط على الطريق الحيوي، رغم توفر بدائل محتملة مثل طريق الشلال، النتيجة اختناقات مرورية، وتعطيل لحركة المواطنين، وفوضى تزداد اتساعًا.

ومع افتتاح محور بديل كوبري الخزان، أُعلن كثيرًا عن “ربط المناطق المحرومة” لكن الواقع يكشف أن حي السلام (زرزارة سابقا) وهو منطقة ذات كثافة سكنية،وما زال منسيًا خارج نطاق الربط المروري. مدخل الحي لم يستكمل، والكوبري الجديد بلا إنارة ليلية عند مداخل ومخارج قرية غرب سهيل، وبلا خطة واضحة للوصول إلى مناطق الخزان شمالًا وجنوبًا.

وفي قرية غرب سهيل، إحدى أبرز قرى المبادرة الرئاسية “حياة كريمة”يبدو أن الحلم توقف في منتصف الطريق. مشروعات الصرف الصحي التي وُعد بها السكان، لا تزال حبرًا على ورق، ومعدلات التنفيذ إن وُجدت فهي بطيئة جدا لحد التوقف التام.

المفارقة المؤلمة أن كل هذا يحدث تحت لافتة “التنمية” وفي ظل ميزانيات تُرصد وخطط تُعلن، لكن ما يغيب هو الرقابة، والمتابعة الجادة، والتخطيط الذي يضع المواطن في قلب الاهتمام لا على هامش المشروعات.

أسوان لا تحتاج إلى مزيد من التصريحات. تحتاج إلى إنارة طرقها، إنقاذ أرواح سكانها، واحترام عقول مواطنيها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *