أخلاقك عنوان إيمانك

كتبت: دعاء سيد

إنّ الأخلاق هي المرآة الحقيقية التيّ تعكس ما بداخل الإنسان من قيم ومبادئ، وهي الدليل الأقوى على الإيمان الصادق ولقد حثَّ الإسلام على التحلي بالأخلاق الفاضلة؛ لأنّها تمثل روح الدين ومقصده الأسمى، قال النبيُّ (ﷺ): “إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق” (رواه البخاري).

الأخلاق ليست مجرد سلوكيات نمارسها في حياتنا اليومية؛ بل هي جزء لا يتجزأ من العقيدة، فقد أكد القرآن الكريم على أهمية الأخلاق في مواضع كثيرة ومنها قول اللّٰه -تعالى-:{وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ} (القلم: 4)،
فهذا الثناء على النبيِّ (ﷺ) جاء تأكيدًا لضرورة الاقتداء به؛ لأنّه المثل الأعلى في الأخلاق.

الأخلاق هي الرابط العملي بين الإنسان وإيمانه، فمن كان حسن الأخلاق دلَّ ذلك على صدق إيمانه، قال النبيُّ (ﷺ): “أكمل المؤمنين إيمانًا أحسنهم أخلاقًا” (رواه أبو داود)، الأخلاق تعكس مدى تفاعل الإيمان في قلب المسلم ومدى ترجمة هذا الإيمان إلى أفعال وسلوكيات تنير حياته وحياة الآخرين.

الأخلاق الحسنة تشمل الصدق والأمانة والحلم والكرم والعفو عن الناس، يقول اللُّه -تعالى-:{خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ} (الأعراف: 199)، وهذه الآية تعلمنا كيف نجعل التسامح واللين منهجًا لحياتنا، كما أوصى النبيُّ (ﷺ) بالرحمة في قوله: “الرَّاحمون يرحمهم الرحمن، ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء” (رواه الترمذي).

في الدنيا تجعل الأخلاق الإنسان محبوبًا بين الناس وتحقق السلام في المجتمع، وفي الآخرة الأخلاق طريق إلى الجنة، قال النبيُّ (ﷺ): “ما من شيء أثقل في ميزان المؤمن يوم القيامة من حسن الخلق” (رواه الترمذي)، فكيف نزرع الأخلاق في نفوسنا؟
علينا بالاقتداء بالنبيِّ (ﷺ) الذي كان نموذجًا للأخلاق، والتمسك بالقرآن الكريم فهو المرجع الأول لتعلّم الأخلاق، والدعاء للِّه -عز وجل- أن يرزقنا حسن الخلق كما كان يدعو النبيُّ (ﷺ): “اللهم اهدني لأحسن الأخلاق، لا يهدي لأحسنها إلا أنت” (رواه مسلم).

الأخلاق عنوان الإيمان ومرآة تعكس الروح الصافية، فهي ليست مجرد واجب ديني؛ بل هي حياة يتجلى فيها الإسلام في أبهى صوره، فلنجعل أخلاقنا نبراسًا يضيء طريقنا ويرسم معالم الخير في حياتنا وحياة الآخرين؛ ليرضى عنا اللُّه -سبحانه وتعالى- في الدنيا والآخرة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *