كتبت: دعاء سيد
الكلمة الطيبة تتمتع بقوة مؤثرة في حياة البشر، حيث يمكن أن تزرع الأمل وتجدد الثقة وتخفف الألم، فالإنسان بطبيعته يحب أن يسمع ما يُسعده ويريح قلبه؛ ولذلك حث الإسلام على استخدام الكلمات الحسنة، حتى تصبح الكلمة الطيبة صدقة، وقد وردت هذه الدعوة في القرآن الكريم، حيث قال اللُّه -تعالى-: {وقولوا للناس حُسْنًا} (البقرة: 83)، دعوة منه سبحانه للتعامل بالرفق واللين.
ما هي الكلمة الطيبة؟ الكلمة الطيبة هي التيّ تصدر من قلبٍ صادق، وتهدف إلى الخير والإصلاح، دون تجريح أو إساءة، فهي تعبير عن مشاعر إيجابية ومواقف داعمة، سواء كان ذلك من خلال تقديم نصيحة صادقة، أو كلمات تقدير وامتنان، أو حتى ابتسامة تُشعر الآخر بالتقدير.
الكلمة الطيبة قادرة على رفع الروح المعنوية لمن يسمعها، قد تجد شخصًا يعاني من مشكلة معينة أو يمر بضغوطات، فيكفيه أن يسمع كلمة طيبة تشجعه وتعيد له الثقة ليواصل مسيرته، فعندما نتحدث بلطفٍ واحترام، فإننا نبني جسور المحبة بيننا وبين الآخرين؛ لأن الكلمات الطيبة تخلق بيئة من التفاهم والوئام بين الناس، مما يعزز روح التعاون والإخاء.
في كثيرٍ من الأحيان يكون الخلاف نتيجةً لاستخدام كلمات قاسية، بينما إن استُخدمت الكلمات الطيبة يُمكن تهدئة النفوس ومنع تصاعد الخلافات، وجعل الحوار وسيلة لحل المشكلات بطرقٍ سلمية، والإسلام جعل من الكلمة الطيبة عبادةً، حيث قال النبيُّ (ﷺ): “والكلمة الطيبة صدقة”، أيّ أنّ الإنسان يُؤجر على قوله للكلمة الحسنة كما يُؤجر على الصدقة المادية، وبهذا يصبح لنا دافع يومي لتقديم ما يُرضي اللُّه -تعالى- من خلال الكلمات التيّ نتحدث بها.
كيف نمارس الكلمة الطيبة في حياتنا اليومية؟
البدء بالسلام والابتسامة، كلمتان بسيطتان لكن أثرهما كبير؛ لأنهما تعبران عن النية الطيبة تجاه الآخرين، وتقديم المديح الصادق؛ لأن الكلمة الطيبة تُلهم وتدعم الآخرين، فلا تبخل بتقديم كلمات التشجيع لمن يحتاجها، سواء كان ذلك في محيط العمل أو بين الأصدقاء أو أفراد العائلة، والتصرف بلباقة حتى في لحظات الخلاف، فعند الاختلاف حاول أن تكون هادئًا واستخدم كلمات بناءة؛ لتتمكن من إيصال وجهة نظرك دون تجريح أو إهانة.
الكلمة الطيبة ليست مجرد كلمات عابرة؛ بل هي مفتاح للسلام والمحبة بين الناس، عندما نتحدث بلطفٍ وننشر الكلمات الطيبة، نساعد في خلق بيئةٍ إيجابية ونؤثر بشكلٍ عميق في حياة الآخرين.