أثر أسماء اللّٰه الحسنى في حياتنا

كتبت: دعاء سيد

معرفة العبد بأسماء اللِّه الحسنى وصفاته العلى من أشرف العلوم وأعظمها نفعًا، فهي تُعرِّف المؤمن بخالقه وتزيده حبًّا وتعظيمًا للِّه -عز وجل- وتغرس في قلبه الطمأنينة والسكينة وتوجّهه لعبادته على بصيرة، قال اللُّه -تعالى-:﴿وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَىٰ فَادْعُوهُ بِهَا﴾ (الأعراف: 180)، وهذه الآية الكريمة تؤكد أن للِّه أسماءً حسنى، أي بالغة في الحُسن كمالًا وجلالًا وعلى العبد أن يدعو اللَّه بها ويتقرب إليه بذكرها وفهم معانيها.

أسماء اللّٰه الحسنى هي الأسماء التيّ أثبتها اللُّه لنفسه أو أثبتها له نبيُّه (ﷺ) وتتضمن صفات الكمال والجلال والعظمة، لا يشبهه فيها أحد من خلقه ولا يُطلق على غيره منها إلا ما كان على سبيل المجاز، وقد ورد في الحديث الصحيح عن أبي هريرة -رضى اللُّه عنه- أنّ النبيَّ (ﷺ) قال:”إن للِّه تسعةً وتسعين اسمًا، مائة إلا واحدًا، من أحصاها دخل الجنة”(رواه البخاري ومسلم).

من أسماء الله الحسنى ومعانيها، الرحمن الرحيم وهما اسمان يدلان على سعة رحمة اللّٰه، فالرحمن يدل على الرحمة العامة لجميع الخلق، والرحيم يدل على الرحمة الخاصة بالمؤمنين، قال اللُّه -تعالى-:﴿إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ﴾ (البقرة: 143)، الغفور التواب: يدل على سعة مغفرته وعظيم عفوه عن عباده، قال اللُّه -تعالى-:﴿وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَىٰ﴾ (طه: 82)، الملك القدوس: الملك المتصرف في شؤون خلقه، القدوس أي المنزه عن كل نقص وعيب، قال اللُّه -تعالى-:﴿هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ﴾ (الحشر: 23)، السميع البصير: يسمع جميع الأصوات، ويبصر كل شيء مهما خفي، قال اللُّه -تعالى-:﴿إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ﴾ (الإسراء: 1)، العليم الحكيم: يدل على علمه المحيط بكلِّ شيء، وحكمته البالغة في خلقه وأمره، قال اللُّه -تعالى-:﴿إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ﴾ (الأنعام: 83).

معرفة أسماء اللّٰه الحسنى تُعزز الإيمان وتدفع المسلم إلى حب اللِّه -سبحانه وتعالى- وتعظيمه، ومن عرف اللَّه بأسمائه وصفاته عبدَه على بصيرة ودعاه بإخلاص واستشعر مراقبته في كلِّ وقت، فالاقتداء بأخلاق الأسماء مثلًا، اسم اللّٰه “الرحيم” يدعو المؤمن لأنّ يكون رحيمًا، واسم “العدل” يحثه على العدل بين الناس، والإيمان بأنّ اللَّه “الحفيظ” يزرع الطمأنينة، وأنّه “الرزاق” يريح القلب من القلق على الرزق.

من أعظم أبواب إجابة الدعاء أن يدعو المسلم ربه بأسمائه الحسنى، كما قال اللُّه -تعالى-:﴿وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَىٰ فَادْعُوهُ بِهَا﴾ (الأعراف: 180)، وقال النبيُّ (ﷺ):”أسألك بكل اسم هو لك، سميت به نفسك، أو أنزلته في كتابك، أو علمته أحدًا من خلقك…” (حديث صحيح، رواه أحمد)، فالتأمل في أسماء اللِّه الحسنى باب عظيم من أبواب العلم باللِّه -عز وجل- وهو سبب لدخول الجنة كما في الحديث الشريف، وسبب لزيادة الإيمان وإصلاح القلب وكلما ازداد العبد معرفة بأسماء ربه، ازداد قربًا منه ومحبةً له قال اللُّه -تعالى-:﴿وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ﴾
(البقرة: 165).

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *