﴿فَذَرۡهُمۡ فِی غَمۡرَتِهِمۡ حَتَّىٰ حِینٍ﴾: تحذير من الغفلة ومهلة للتوبة

كتبت: دعاء سيد

تأتي الآية الكريمة في سياق الحديث عن الكافرين والمكذبين الذين يعيشون في غمرة من الضلال والغفلة، إذ تبيّن أنّ اللَّه -تعالى- قد منحهم مهلة يعيشون خلالها في حالة من الغفلة والانهماك في شهوات الدنيا حتى يحين وقت محاسبتهم، فهي تحذير لهم من مغبة الاستمرار في الضلال، وتنبيه بأنّ اللَّه -سبحانه وتعالى- يمهل ولا يهمل.

تأتي كلمة “غَمْرَتِهِمْ” في الآية للإشارة إلى الغفلة العميقة والجهل بالحقائق الإلهية، وهي كناية عن غمرهم في الأوهام والشهوات التيّ تبعدهم عن طاعة اللِّه وتدبر آياته، إن هذه الحالة من الغفلة مستمرة حتى “حين” وهو وقت معلوم عند اللِّه، حيث سيأتي اليوم الذي تُحاسب فيه كلّ نفس على ما قدمت، ولن يكون للغافلين حينها أي عذر.

تشير الآية الكريمة إلى أنّ الحياة الدنيا زائلة، ومهما طال الوقت فإن للغافلين نهاية محتومة، على المؤمن أنّ يذكر نفسه دائمًا بأنّ الحياة قصيرة، وأنّ عليه الاستعداد للقاء اللّٰه.

الغفلة هي خطر كبير على الإنسان، فالكافر لا يشعر بمدى بُعده عن الحق بسبب انغماسه في متع الدنيا، والمسلم عليه أنّ يكون يقظًا وألا يترك نفسه للغفلة التيّ قد تؤدي به إلى الابتعاد عن دينه.

وبالرغم من إنكار الكفار وعنادهم، فإن اللَّه -سبحانه وتعالى- يمنحهم فرصة للتوبة والعودة إلى الحق، والمهلة هي رحمة إلهية ينبغي أنّ يُدركها الإنسان قبل أنّ يفوت الأوان.

إن الآية الكريمة تدعونا إلى اليقظة والحرص على ألا نكون من الغافلين عن ذكر اللِّه -عز وجل- وعن اتباع سبيل الحق، وعلى الإنسان أنّ يستغل مهلة اللّٰه له في هذه الدنيا للتوبة والاستغفار، وأنّ يسعى دائمًا إلى الطاعة والاقتراب من اللِّه قبل أنّ ينتهي “الحين” ويأتي يوم الحساب.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *