ما أوسع الحياة مع اليقين برحمة اللِّه ولطفه!

كتبت: دعاء سيد

في زحام الدنيا ومتاعبها، قد تضيق النفوس وتكثر الهموم؛ لكن القلوب الموقنة برحمة اللِّه -تعالى- وتدبيره تعيش سكينة وسلامًا حتى في أصعب الظروف، إنّ اللَّه -عز وجل- يدعو عباده للصبر، ويوعدهم بالبشرى في قوله -تعالى-: {وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ} (البقرة: 155)، فهى بشارة سماوية تُلهمنا أنّ كلّ ضيق يحمل فرجًا، وكلّ بلاء يخفي لطفًا إلهيًا لا يراه إلا المؤمنون.

اليقين برحمة اللِّه -تعالى- ولطفه هو مصدر قوة للإنسان في مواجهة تحديات الحياة، يقول اللُّه -تعالى-: {فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا. إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا} (الشرح: 5-6)، تكرار الآية تأكيد على أن اليسر قرين العسر، فلا تُثقلك الشدائد، واعلم أن هناك فرجًا قريبًا ورحمة أوسع مما تتخيل، فعن عبد الله بن عباس -رضى اللُّه عنهما-، قال: قال رسول اللّٰه (ﷺ): “احفظ اللَّه يحفظك، احفظ اللَّه تجده تجاهك، إذا سألت فاسأل اللَّه، وإذا استعنت فاستعن باللِّه” (رواه الترمذي)، تأمل هذا الحديث النبوي العظيم الذي يعلّمك كيف تضع ثقتك المطلقة في اللِّه -عز وجل-؟ وكيف ترفع يدك بالدعاء وأنت مؤمن أن الإجابة قريبة؟

الدعاء هو باب الفرج وعلامة الإيمان بالقدرة الإلهية، قال النبيُّ (ﷺ): “إن ربكم تبارك وتعالى حيي كريم، يستحيي من عبده إذا رفع يديه إليه أن يردهما صفرًا خائبتين” (رواه الترمذي)؛ لذلك عندما تضيق بك السبل، ارفع يديك إلى السماء وقل: “يا اللُّه”، ولا تيأس من رحمته مهما كانت الظروف.

واصبر فالصبر مفتاح الفرج، الصبر مفتاح للخروج من الظلمات إلى النور، يقول اللُّه -تعالى-: {إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ} (الزمر: 10)، في هذه الآية دعوة للمؤمن إلى التمسك بالصبر مهما اشتدت الأزمات؛ لأنّ أجر الصبر عند اللِّه -عز وجل- عظيم وغير محدود.

الحياة قد تضيق؛ لكنها في عين الموقنين باللِّه -سبحانه وتعالى- واسعة غنية بالآمال، إذا أيقنت أنّ اللَّه -تعالى- هو المدبر، وعلمت أنّ لطفه ورحمته تشملانك في كلِّ لحظةٍ، سترى كلَّ مصيبة تختفي أمام نهر الكرم الإلهي، لا تنسَ الدعاء في السحر وأنت على يقين، وأيقن دومًا أنّ الكريم لا يرد عباده إذا لجؤوا إليه بصدقٍ وإخلاص.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *