كتبت: دعاء سيد
الحزن شعور قد يسيطر على الإنسان ويثقل عليه، ويضعف من عزيمته وطاقته في الإسلام، نجد توجيهات عديدة تدعو للابتعاد عن مشاعر الحزن والاستعاذة منها، ومن أبرز تلك التوجيهات ما جاء عن النبيِّ (ﷺ) حيث كان يستعيذ من الحزن، لما له من تأثيرات سلبية على النفس والقلب.
أوضح الإمام ابن القيم -رحمه اللُّه-، أنّ النبيَّ (ﷺ) جعل الحزن من الأمور التيّ يُستعاذ منها؛ فالحزن كما ذكر الإمام ابن القيم له تأثيرات سلبية كبيرة، حيث يُضعف القلب ويثبط العزيمة، ويجعل الشخص أقل قدرة على مواجهة التحديات، ويُعتبر الحزن أيضًا مدخلًا للشيطان ليُشغل المؤمن ويثبطه، وهذا ما يوضحه القرآن الكريم في قوله -تعالى-: {إِنَّمَا النَّجْوَى مِنَ الشَّيْطانِ لِيَحْزُنَ الَّذِينَ آمَنُوا} (المجادلة: 10).
أوصى النبيُّ (ﷺ) بالاستعاذة من الحزن؛ لأن الاستسلام لمشاعر الحزن قد يؤدي إلى فقدان الحافز للعمل والإنتاج، الحزن يُرهق القلب ويُضعف من قوته، مما يجعل الشخص أكثر عرضة للأمراض النفسية والجسدية، ومن هنا تأتي أهمية الاستعاذة من الحزن في السنة النبوية، كوسيلة لتحصين النفس من السقوط في براثنه.
تذكُّر أنّ كلَّ شيء بيد اللِّه -عز وجل- يساعد على تقبل الأحداث الصعبة، وقراءة القرآن الكريم شفاء للقلوب، وآياته تمد المؤمن بالصبر والسكينة، وكثرة الاستغفار والدعاء بأن يرفع اللُّه الحزن ويفتح للنفس أبواب الفرج، وصحبة الصالحين حيث يمكن للصديق الصالح أن يكون عونًا في أوقات الشدة، وهذا يدفع للتفاؤل والإيجابية، والتفاؤل بالأمل في رحمة اللِّه -تعالى- والعمل على تحسين الذات يُعدان من أكبر الوسائل التيّ تدفع الإنسان للابتعاد عن الحزن.
الحزن شعور طبيعي، لكن الاستسلام له قد يؤدي إلى نتائج سلبية على الفرد؛ لذلك جاءت التعاليم النبوية تحث على الاستعاذة منه، وتؤكد أهمية الثبات والصبر.