كتبت: دينا سيد نجم الدين
من أكثر الأخطاء الشائعة التي يقع فيها ضحايا الشخصيات النرجسية، سواء كانوا رجالاً أم نساء، أنهم يظنون أن غيرة النرجسي المفرطة عليهم دليل حب عميق. فتجد الزوجة تظن أن زوجها النرجسي رجل شرقي يغار بشدة بدافع حبه لها، ويعتقد الزوج أن زوجته النرجسية تغار عليه لأن حبها له يفوق الحدود.
لكن الحقيقة مختلفة تمامًا؛ فالشخصية النرجسية أنانية بطبعها، وترى أن عقد الزواج ما هو إلا عقد امتلاك، لا علاقة له بالمشاركة أو المودة. النرجسي لا يغار عليك، بل يخاف منك، ويشك بك، ويسيء الظن بنواياك. من صفاته الأساسية فقدان الثقة في الآخرين، لا سيما الضحية، التي يسعى دومًا إلى إضعاف ثقتها بنفسها.
النرجسي يرى العالم من خلال عدسة مظلمة، يعتقد أن جميع الناس بلا أخلاق، خائنون بطبعهم، مدفوعون بالرغبات، ويتصرفون بطريقة موحية، ولذلك يخشى أن تقارني بينه وبين غيره. فإن تحدثتِ إلى رجل آخر ووجدته أرقى منه في التفكير أو التعامل، سيظن أنك ستطلبين الطلاق لتكوني معه، أو ربما تهربين إليه. وكذلك الزوجة النرجسية، تحرص على إبقاء زوجها في قبضتها لأطول فترة ممكنة، ليس حبًا فيه، بل حفاظًا على ما تستفيد منه.
الشخصية النرجسية سليطة اللسان، لا تعرف حدودًا في الإهانة والسباب، وعقلها لا يهدأ، دائم التفكير والاتهام والتشكيك. أما الضحية، فتدخل في دوامة لا تنتهي من المبررات والتفسيرات والاعتذارات، دون أن تدرك سببًا حقيقيًا لما تعيشه.
الأدهى من ذلك أن النرجسي يتلاعب بالغيرة حتى تتحول إلى شك قاتل، فيفقد الضحية شعورها بالأمان، وتبدأ بالخوف من التواصل مع أي شخص، نتيجة ما زرعه في عقلها من أفكار بأن الجميع يسعى لاستغلالها أو إيذائها. كل ذلك حتى يبرر لنفسه اتهامها بالخيانة، ويمارس المزيد من السيطرة عليها.
وهكذا، يبقى الضحايا معتقلين في سجن النرجسي، لا يملكون القدرة على فهم ما يحدث لهم، بعد أن سلبهم الثقة بأنفسهم، وجعلهم يعيشون في وهم دائم من الذنب والارتباك.،حقائق نرجسية