كتبت: دعاء سيد
يُعتبر ذكر اللّٰه من أعظمِ العبادات التي يُؤجر عليها المسلم، ويكمن فيه سرّ السعادة والطمأنينة، قال اللّٰهُ -تعالى-: {فاذكروني أذكركم}(البقرة: 152)، من هذه الآية الكريمة نستلهم أهمية الذكر وأثره العظيم في حياتنا.
يقول اللّٰهُ -تعالى- في هذه الآية:{فاذكروني أذكركم}، بمعني اذكروني في الرخاءِ والشدة، في كلِّ حال وفي كلِّ زمانٍ ومكان، وأنا أذكركم برحمتي ومغفرتي وتوفيقي لكم، يتجلى هنا وعد اللّٰه -سبحانه وتعالى- لعبادهِ بأنّهم إذا أخلصوا له الذكر، فإنّه سيجعلهم في حفظهِ ورعايتهِ ويمنحهم البركة في حياتهم.
وردت أحاديث نبوية عديدة تبين فضل الذكر وأثره الكبير في حياة المسلم، ومنها:حديث أبي هريرة -رضي اللّٰهُ عنه-: قال رسول اللّٰه(ﷺ): يقول اللّٰهُ -عز وجل-:( أنا عند ظن عبدي بي، وأنا معه إذا ذكرني، فإنّ ذكرني في نفسهِ ذكرتهُ في نفسي، وإنّ ذكرني في ملأٍ ذكرتهُ في ملأٍ خير منهم، وإنّ تقرب إلي شبرًا تقربت إليه ذراعًا، وإنّ تقرب إلي ذراعًا تقربت إليه باعًا، وإنّ أتاني يمشي أتيتهُ هرولة”
(رواه البخاري ومسلم)، يُبرز هذا الحديث كيف أنّ اللّٰهَ -سبحانه وتعالى- يرفع قدر من يذكره، ويقرب منه.
يقول الحق- سبحانه وتعالى-: {ألا بذكر الله تطمئن القلوب} (الرعد: 28)، بذكر اللّٰه، يجد المسلم الراحة النفسية والسكون الداخلي، ذكر الله يعصم المسلم من وساوس الشيطان ومكائده، فالذكر يرفع الدرجات ويكفر الذنوب يقول النبيُّ (ﷺ): “من قال: سبحان اللّٰه وبحمده، حُطت خطاياه وإن كانت مثل زبد البحر” (رواه البخاري ومسلم).
الذكر أنواع، كأذكار الصباح والمساء، وأذكار بعد الصلاة، والذكر المطلق كالتسبيح والتحميد والتهليل والتكبير في كلِّ وقتٍ وحين؛ بل ذكر اللّٰه هو الحياة الحقيقية للقلبِ، والطريق الأمثل لنيل رضا اللّٰه والفوز بسعادةِ الدنيا والآخرة، فلنجعل ذكر اللّٰه جزءًا لا يتجزأ من حياتنا، نستشعر فيه قُرب اللّٰه ونتلمس فيه بركته ورحمته في كلِّ لحظةٍ من لحظاتِ حياتنا.