كتبت: دعاء سيد
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ} (النور:21) هذه الآية الكريمة تحمل تحذيرًا واضحًا للمؤمنين من اتباعِ مسالك الشيطان وإغواءاته، وتخاطب المؤمنين بشكلٍ مباشر، مما يدل على أهميةِ الموضوع وخطورته على حياتهم الدينية والدنيوية.
إنّ كلمة “خطوات” تُشير إلى أنّ الشيطان لا يوقع الإنسان في المعصيةِ مباشرةً؛ بل يدفعه إليها تدريجيًا خطوة بخطوة، يبدأ الشيطان بإغراء الإنسان بالخطواتِ الصغيرة التيّ قد تبدو غير ضارة، ولكنها في الحقيقةِ تمهد الطريق للوقوعِ في الذنوبِ والمعاصي الكبيرة، فمثلًا قد يبدأ بإغراء الإنسان بالتفكيرِ في أمرٍ مُحرم، ثم ينتقل به إلى النظرِ، ثم إلى الفعلِ.
اللُّه -عز وجل- يوضح في القرآنِ الكريم أنّ الشيطان عدو مبين للإنسانِ، فهو يسعى بكلِّ وسائله لإغواءِ المؤمنين وإبعادهم عن الصراطِ المستقيم، يُزين لهم الباطل ويجعلهم يرون المعاصي شيئًا جذابًا أو ضروريًا في حياتهم؛ لذلك على المؤمنِ أنّ يكون على درايةٍ تامة بمكائدِ الشيطان وأنّ يكون حذرًا في كلِّ خطوةٍ يخطوها في حياتهِ.
الالتزام بالصلاةِ والعبادات وأداء الفروض يساعد في تقويةِ العلاقة باللِّه -عز وجل- والابتعاد عن إغراءاتِ الشيطان، وقد ورد في القرآن الكريم قال اللُّه -تعالى- {وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللّهِ}(الأعراف:200)، فالاستعاذة باللِّه هي حصن منيع ضد وساوس الشيطان، كما أنّ الابتعاد عن الأصدقاءِ الذين يدفعون إلى المعصيةِ والاقتراب من الذين يذكرون اللَّه -تعالى- ويحثون على الخيرِ.
الآية الكريمة تدعونا إلى اليقظةِ والحذر من خطواتِ الشيطان التيّ تقود إلى الهلاكِ، فمن واجب كلِّ مسلم أنّ يكون واعيًا لما يدور حوله وأنّ يتجنب الوقوع في شراكِ الشيطان، فالإسلام هو دين النور والهداية، والابتعاد عن الشيطانِ هو السبيل إلى تحقيقِ السعادة في الدنيا والآخرة.