بقلم: أحمد بدوي
في ظل انقطاع المياه الذي يعاني منه سكان مناطق المحمودية، الصداقة الجديدة، والإسكان المميز (حي اللوتس)، وبعض المناطق الواقعة بطريق السادات لمدة تجاوزت خمسة أيام، يطرح الأهالي العديد من التساؤلات حول الأسباب الحقيقية لهذه الأزمة. هل يعود السبب إلى تدهور خدمات شركة المياه والصرف الصحي؟ أم أن سوء الإدارة هو السبب في معاناة المواطنين الذين يعجزون عن الحصول على نقطة مياه واحدة لاحتياجاتهم اليومية؟
تجسد هذه المعاناة معاناة أسر بأكملها، حيث يعيش الأهالي في وضع غير إنساني، خاصة في ظل انقطاع المياه الذي يعطل الحياة اليومية. الأطفال لا يجدون ما يشربونه، والمرضى لا يحصلون على ما يحتاجونه من مياه للشفاء. بينما نحن أوشكنا على الانتهاء من الفصل الدراسي الأول، مع بداية الامتحانات يعيش الطلاب معاناة انقطاع المياه في أجواء صعبة ،وتزامن ذلك مع موسم سياحي يشهد تدفقًا للزوار إلى أسوان، مما زاد من حجم المعاناة وأدى إلى احتجاجات بعض الأهالي الذين قاموا بإغلاق بوابة المحمودية اعتراضًا على تقاعس الجهات المعنية في إصلاح العطل وعودة المياه إلى مناطقهم،هذه هي الحقيقة التي يواجهها أهالي أسوان، في الوقت الذي يخرج فيه المسؤولين بتصريحات بعيدة عن واقع معاناة الناس،ولعل من أهم الأسباب التي أعلنها شركة مياه الشرب والصرف الصحى بأسوان، أنه جاري تعديلات فنية لتقوية ضخ المياه حيث قامت شركة المياه بتنفيذ تعديلات تهدف إلى زيادة معدل ضخ المياه في حي اللوتس، الأمر الذي تطلب إفراغ خطوط المياه في المناطق المتأثرة. إلا أن هذا التفسير غير منطقي، حيث إن حي اللوتس منخفض والعديد من المناطق الأخرى مرتفعة، ما يعقد عملية توزيع المياه، وأيضا تهالك الشبكة وعطلها بعد الانتهاء من التعديلات، تم فتح المياه في الشبكة، إلا أن تهالك الشبكة، فضلاً عن تضاريس الأرض وبعض الأعطال، أدى إلى ضعف أو انقطاع المياه. كما أدت مشكلة دخول الهواء في الشبكة إلى صعوبة استعادة ضخ المياه مرة أخري هل من المعقول أن تقبل الشركة علي هذه الخطوة دون دراسة ميدانية للمنطقة ومعرفة مدي قوة خطوط المياه ،رغم هذه التصريحات والجهود المعلنة، إلا أن الواقع يعكس حقيقة مختلفة، وهي معاناة الأهالي المستمرة في البحث عن مياه شرب، ما يثير التساؤلات حول فعالية هذه الإجراءات في حل الأزمة. فالمياه ليست مجرد سلعة، بل هي حياة، وعندما تنقطع، يعاني المواطنون بشكل غير إنساني.