كتبت: دعاء سيد
“الوهاب” هو اسم من أسماء اللّٰه الحسنى التيّ وردت في القرآن الكريم، ويعني المعطي بلا حدود، الذي يهب لعبادهِ ما يشاء من النعم والعطايا دون مقابل، هذا الاسم يعكس عظمة وكرم اللَّه وقدرته على منح الخير والفضل لعبادهِ بغير حساب، والمعنى اللغوي والشرعي لاسم “الوهاب” في اللغة، “الوهاب” مشتق من الفعل “وهب”، والذي يعني أعطى بدون مقابل أو عوض، شرعيًا يأتي هذا الاسم ليصف اللَّه بأنّه المعطي الأعظم، الذي يهب كلَّ شيء بكرمهِ وجوده، دون انتظار مقابل من العباد.
ورد اسم “الوهاب” في مواضع عدة من القرآن الكريم، منها قول اللّٰه-تعالى-:{رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ} (آل عمران: 8)، وقوله -تعالى-:{أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ فَقَدْ آتَيْنَا آلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْنَاهُم مُّلْكًا عَظِيمًا} (النساء: 54)، اللّٰه الوهاب يمنح العطاءات بلا حدود ولا تمييز، هذا يشمل الرزق والصحة والهداية والعلم، وكل النعم التي يمكن أنّ تخطر على بال الإنسان، الله الوهاب يهب الخير للعالمين دون أنّ ينقص من ملكه شيء، ويعطي بلا حساب ولا منٍّ ولا أذى.
معرفة أنّ اللَّه هو الوهاب تدعونا إلى الثقة برحمته وكرمه في كلِّ ضيق أو شدة، نتذكر أنّ اللَّه قادر على أنّ يهب لنا الفرج والعطاء، ومن الجميل أنّ ندعو اللَّه باسمه الوهاب في صلواتنا وطلب حاجاتنا كقولنا: “يا وهاب، هب لنا من فضلك”، تعلمنا من اسم اللّٰه الوهاب أنّ نكون كرماء مع الآخرين، أنّ نعطي بلا حساب ولا انتظار مقابل.
اسم اللّٰه الوهاب هو من الأسماء التيّ تبعث الأمل والطمأنينة في نفوس المؤمنين، فهو يذكرنا بأنّ لدينا ربًا كريمًا معطيًا، لا يبخل علينا بشيءٍ لذا؛ لنجعل هذا الاسم حاضرًا في دعائنا وحياتنا اليومية، ولنتعلم منه العطاء والإحسان إلى الآخرين بلا حدود.