الذين يحبهم اللّه

كتبت: دعاء سيد

إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ، تُعتبر هذه الآية من آياتِ القرآن الكريم التي تحمل في طياتِها عظيم الرحمة والتوجيه الإلهي، إن هذه الكلمات تجسد لنا صفات اللّه العظيمة، حيث يتعامل اللّه -تعالى- بالمحبةِ والرضا مع العباد الذين يتوبون ويسعون للطهارةِ الروحية والجسدية.

ويظهر التوازن الجميل بين “التوبةِ والطهارة” كأُسس للحياةِ الإسلامية المُثلى، “التوبة” تُمثل رحلة العبد نحو اللّه- تعالى-، حيثُ يسعى بإخلاصٍ للعودةِ إلى طاعتهِ بعد الانحرافِ، يتضح من هذا الجانب الإلهي تشجيع اللّه -تعالى- على التوبةِ وحبهِ للعبادِ الذين يختارون الرجوع إليهِ.

من جهةٍ أُخرى، يُذكر في الآيةِ أيضًا أنّ اللّه -تعالى- يحب “المتطهرين”، وهذا يُشير إلى أهميةِ النقاءِ والطهارة في الدينِ الإسلامي، “الطهارة” تُمثل جانبًا أساسيًا في حياةِ المسلم، سواء كانت نقاءً جسديًا أو روحيًا، فالمتطهر هو الشخص الذي يسعى للحفاظِ على نقاءِ قلبهِ وعقلهِ، ويُظهر امتثاله لتعاليمِ الدين في تطبيقِ الطهارة الشخصية.

إذًا؛ يمكن القول أنّ هذه الآية تدعو إلى مراعاةِ الجانبين- التوبة والتطهير- فالتوبة تعني العودة إلى اللِّه بالنيةِ الصافيةِ والعزيمة الثابتة على تركِ الذنوبِ، بينما التطهير يشير إلى الاهتمامِ بالنقاءِ الروحي والجسدي ليكون الإنسان محبوبًا من اللِّه-تعالى-.

تتجلى في هذه الآية إرادة اللّه -تعالى- بالرحمةِ والمغفرةِ للتوابين والمتطهرين، وتحثنا على السعي نحو النقاء والتوبة كمسلمين، مؤكدةً على أنّ اللّه -تعالى- يُحب رجوع عباده إليهِ بصدقٍ وطهارةٍ.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *