كتبت: دعاء سيد
الدعاء هو وسيلة المؤمن للتقرب إلى اللِّه -عز وجل- والتعبير عن احتياجاته ورغباته، وقد أمرنا اللُّه -تعالى- بالدعاء ووعدنا بالإجابة، لكن للدعاء المستجاب شروط وآداب يجب مراعاتها، كي يتحقق الأثر المرجو ولعل من أبرزها الإخلاص وحسن الظن باللِّه، وعدم استعجال الإجابة.
جاء في القرآن الكريم تأكيد على أهمية الدعاء في حياة المسلم، حيث يقول اللُّه -تعالى-: {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ} (غافر: 60)، فاللُّه -عز وجل- يشجعنا على الدعاء ويعدنا بالإجابة، مما يظهر مدى قربه من عباده ورحمته بهم.
يجب أن يكون الدعاء خالصًا للِّه دون رياء أو نفاق، قال -تعالى-: {فَادْعُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ} (غافر: 14)، الإخلاص هو أساس قبول العمل والدعاء، ويجعل الدعاء مستجابًا بإذن اللّٰه، وينبغي أن يكون الداعي واثقًا من رحمة اللِّه وقدرته على تحقيق ما يدعو به، وقد قال رسول اللّٰه (ﷺ) في الحديث القدسي: “أنا عند ظن عبدي بي”، مما يعني أن حسن الظن باللِّه يزيد من فرص استجابة الدعاء.
من الآداب المهمة في الدعاء عدم استعجال الإجابة، فقد جاء في الحديث الشريف أنّ النبيَّ (ﷺ) قال: “يُستجاب لأحدكم ما لم يعجل”، قالوا: يا رسول اللّٰه وما الاستعجال؟ قال: “يقول: قد دعوت وقد دعوت فلم أرَ يستجاب لي فيستحسر عند ذلك ويدع الدعاء” (رواه مسلم)، الدعاء يجب أن يكون بتواضعٍ وخشوع، كما جاء في قوله -تعالى-: {ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً} (الأعراف: 55)، ويجب على المسلم أن يدعو وهو موقن بأنّ اللَّه سيستجيب، فقد قال النبيُّ (ﷺ): “ادعوا اللَّه وأنتم موقنون بالإجابة”.
من الأوقات التيّ يُستحب فيها الدعاء وقت السحر، وعند السجود وبعد الصلوات وبين الأذان والإقامة، فالدعاء هو سلاح المؤمن في كلِّ أوقاته وأحواله، ووسيلته للتواصل مع ربه واللجوء إليه، ومع الالتزام بشروط وآداب الدعاء تتحقق الإجابة بإذن اللّٰه، سواء في الدنيا أو في الآخرة.