بقلم: دكتور محمد حسين حسن
كلية الشريعة والقانون
التلوين والتمكين من أحوال القلوب، فالتلوين عبارة عن الانتقال من حال إلى حال، ومن وصف إلى وصف، كأن ينتقل الإنسان من الاعتراض إلى الصبر، ومن الصبر إلى الرضا. ومن وصفها أمارة إلى لوامة إلى مطمئنة. فما دام العبد كادحاً إلى ربه، فهو متلون في سيره إليه، أي قابل للزيادة والنقص في حاله ومقامه بحسب تقلبه، مع بقاءه في بشريته ورجوعه إليها. قال صلى الله عليه وسلم: الإيمان يزيد وينقص.أما المتمكن فهو آمن من النقص لذهوله عن إحساسه وانخلاعه عن نفسه وفنائه عن جسمانيته لاستيلاء سلطان الحقيقة عليه، فهو عبد قد تولّاه الحق سبحانه وتعالى كما ورد في الحديث: (فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع)، وفي رواية: (فبي يسمع، وبِـي يبصر، وبِـي يبطش، وبِـي يمشي). ونظير هذا قصة زليخا وصواحبتها،فصواحبتها كنَّ صاحبات تلوين، فلذلك لم يطقن الثبوت عند تجلي جمال يوسف عليه السلام، بل اندهشن بمشاهدته وخرجن عن طور الإحساس فقطعن أيديهن. واعتراهن الالتباس حتى قلن: (ما هذا بشر إن هذا إلا ملك كريم). أما زليخا فلتمكنها فى حالها ماتغير عليها الحال ولااثر ذالك فيها لاانها لم تزل فى مشاهدة يوسف حاضرة معه.