إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا 

كتبت: دعاء سيد 

العسر واليسر في الإسلامِ يُمثلان مفهومين مترابطين ومتضادين في نفسِ الوقت، العسر يُشير إلى الصعوبات والتحديات التي يواجهها الإنسان في حياتهِ، سواء كانت مادية أو معنوية، في حين يُمثل اليسر السهولة والتسهيل التي يُوفرها اللُّه

– سبحانه تعالى- للإنسانِ لتخطي تلك التحديات وتجاوزها.

تحدثت الآيات القرآنية والأحاديث النبوية الشريفة عن هذا المفهوم بوضوحٍ، فقد قال اللُّه -تعالى-:{فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا * إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا} (الشرح 5-6)، حيث تُشير هذه الآية إلى أنّ اللَّه -تعالى- سيُفرج الصعوبات ويُسهّل الأمور بعد العسر.

وقال اللُّه-تعالى- أيضًا:{وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ} (الطلاق 2-3)، كما تحدثت الأحاديث النبوية المطهرة عن العسرِ واليسر فقد قال رسول اللّه(ﷺ): “عجبًا لأمرِ المؤمن، إنّ أمره كله له خير، وليس ذاك لأحدٍ إلا للمؤمن: إنّ أصابته سراء شكر فكان خيرًا له، وإنّ أصابته ضراء صبر فكان خيرًا له” (رواه مسلم)، يُظهر هذا الحديث أنّ اللَّه -تعالى- يُقدم للمؤمن اليسر في كلِّ حالة من العسرِ.

وعن أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه- قال: سمعتُ رسول اللّه(ﷺ) يقول: “ما يزال اللّه في عونِ العبد ما كان العبد في عون أخيه” (رواه مسلم) يُعلم هذا الحديث أنّ اللَّه -تعالى- يُيسر أمور العبد من خلالِ مساعدته لأخيهِ.

إنّ فهم مفهوم “مع العسر يسرا” يُعزز الثقة باللِّه -تعالى- والتفاؤل بالحياةِ، حيث يذكر المؤمن بأنّ اللَّه -سبحانه- موجود ليسهل عليه الأمور في كلِّ حالة، سواء كانت سهلة أو صعبة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *