كتبت: دعاء سيد
القرآن الكريم هو كلام اللّٰه المنزل على النبيِّ (ﷺ)، ويعتبر المعجزة الخالدة التيّ أُعطيت للأمة الإسلامية، يحمل القرآن الكريم العديد من العجائب التيّ تتجلى في جوانب مختلفة من إعجازه اللغوي والعلمي والتشريعي.
القرآن الكريم نزل باللغة العربية، وهي لغة معجزة في تركيبها وأسلوبها، رغم أنّ العرب كانوا يتقنون الفصاحة والبلاغة، إلا أنهم عجزوا عن مجاراة القرآن أو الإتيان بمثله، حتى في أقصر سورة منه، وأسلوب القرآن فريد من نوعه، فهو يجمع بين القوة والجمال والوضوح في إيصال المعاني.
على مر العصور اكتشف العلماء توافقات بين آيات القرآن الكريم والاكتشافات العلمية الحديثة، رغم نزول القرآن قبل أكثر من 1400 سنة، ومن هذه العجائب: الإشارات إلى خلق الجنين: قال اللُّه -تعالى-: {ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً} (المؤمنون: 14)، وهذه الآية تصف بدقة مراحل تكوين الجنين، وهو ما أثبته الطب الحديث، وفي وصف تمدد الكون: قال -تعالى-: {وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ} (الذاريات: 47)، وهنا إشارة إلى توسع الكون، وهي حقيقة لم تكتشف إلا في القرن العشرين.
القرآن الكريم جاء بتشريعات تتوافق مع الفطرة الإنسانية وتحقق العدل والرحمة، فقوانينه تهدف إلى بناء مجتمع متماسك يسوده العدل والاحترام بين الناس، وتشمل أحكامًا تتعلق بالعبادات والمعاملات والأخلاق.
من عجائب القرآن الكريم تأثيره الكبير على النفس الإنسانية، حيث يشعر المسلمون بالراحة والسكون عند تلاوة القرآن، ويجدون فيه هداية ونورًا يوجههم في حياتهم، القرآن الكريم يحتوي على آياتٍ تحث على الصبر والأمل والتفاؤل، مما يساعد المؤمن على مواجهة التحديات، ومن الجوانب التيّ أثارت انتباه العلماء هو التناسق العددي في القرآن الكريم، فمثلًا ذكر كلمة “يوم” في القرآن 365 مرة، وهو عدد أيام السنة، وكلمة “شهر” ذُكرت 12 مرة، وهو عدد أشهر السنة، هذه التناسقات تؤكد على الدقة البالغة التيّ يتميز بها القرآن الكريم.
أيضًا من عجائب القرآن الكريم هو القصص التيّ يرويها عن الأمم السابقة والأنبياء، بأسلوب تعليمي يهدف إلى تقديم العبر والمواعظ، ورغم أنّ القرآن الكريم ليس كتاب تاريخ، إلا أنّ ما ورد فيه من قصص يتوافق مع ما اكتشفه العلماء من آثار وحفريات.
القرآن الكريم مليء بالعجائب والآيات التيّ تتحدى العقول وتفتح الآفاق، إنّه كتاب هداية ومعجزة خالدة، يستمر في إبهار الناس بجوانبه المتعددة التيّ تثبت أنّه من عند الله -سبحانه وتعالى-.